نعيش حالة اكتئاب هادئ حالة من التيه واليأس، حالة من عدم القدرة علي الانتظار وفي نفس الوقت عدم المبادرة
والاقدام لتحقيق ما ننتظره بشغف ،متكاسلين في الأفكار متقاعدين عن العزم، تلك الحالة الي لم تصل إلي الجنون والزهد واستخدام العقاقير وتلك الحالة التي لا تؤدي الي الانتحار ايضا، بل نوع من الصراع الداخلي الدفين لظاهر الناس وتعليقاتهم يختبئ ليرسم قناعا كاذبا أمامهم
نعيش حالة من النكران الداخلي والصراع النفسي ما بين ما نريد ومايرضي أنفسنا وما يرضي الناس ، نعيش حالة من الاضطراب لما سوف نكسبه ونخسره ، حالة من التردد علي الاقدام لفعل شئ ما، حالة تكدس الأفكار والأحلام التي ما إن تاتي الفرصة لتخرج للنور حتي يأتي من يزعفها عن الركوض والتحقيق .
ماذا تنتظر من شعب منكسر وميت من الداخل يتأرجح ما بين أمل زائف وبين إحساس دفين بالعجز والهزيمة ، ماذا تنتظر من وضعا كارسيا من الناحية الاستراتيجية والاجتماعية مثير للشفقة تستطيع انتقاده فقط دون تبديله ، أصبحنا مجتمعات عاجزة تتنفس فيها بشئ من الأمراض والفجائع وتنتشر فيها حالة من الاختلافات والمشاحنات لانستطيع تقبل اخلاقياتنا واختلافاتنا، نعيش حالة من العجز السياسي والاجتماعي والاخلاقي وذلك كفيل باحساس التيه والياس والشعور بالتقصير رغم ان التقصير شعور لا ذنب لنا فيه وحدنا
الألم في كل مكان مع أخبار الصباح مع وجبات الطعام وقبل النوم ، أصبحنا لا نشعر بمعني وجودنا في هذه الحياة نحتاج الي أن نشعر باحتياجاتنا البشرية المستخلفين من أجلها فقط ، نحتاج إلي نفس جديد وتحرير لعقولنا وضمائرنا وذلك كل في دوره ، صحيح إننا لا نسلك نفس السبيل في أعمالنا ، لكن الهدف واحد وهو تحقيق السلام الداخلي وذلك مقارنة بما يحدث حولنا
معركتنا وثوراتنا تأتي من الداخل من كل فرد اختار أن يواجه نفسه بواقعها وبدعوة صريحة لمواجهة النفس دون أقنعة ، دعوة للإعتراف بما لديك وما عليك ، دعوة لذلك السلام الداخلي الذي يجعلنا نستشعر سلبياتنا مهما كانت الضغوط والإغراءات والظروف .
تلك السكولوجية الداخلية التي تعهد نفسك بالصلح معها فتكف عن لومها وتكف هي عن معاتبتك ، أن تتوق عن المجاملة لنفسك وتعترف بقدراتك وتؤمن بمجهودك أمامها ، ذلك المعني المرتبط بالقيم والمبادئ التي لا يجب ألا تحيد عنها ،وأن تقدرها وتقدر معتقداتك وعاداتك ، أن ترضي بما أنت عليه وتؤمن باهتماماتك ولا تسمح لأحد أن يتحكم في توجيهاتك لتكون أنت ملك الاختيار ولديك كامل الصلاحيات في استكمال حياتك كما اخترتها .
أساس السلام الداخلي هو القناعة واليقين والثبات والاستكمال بقوة وتحمل نتيجة القرار وتقبل الهزيمة والخطأ فيما بعد ، هو تلك اللحظة التي تسعد بها مع نفسك ولا تدعي لأحد أن يوقفك عن الاستمتاع بنفسك وأن تغتني عن الناس بعض الشئ وتفضل نفسك وراحتك عن راحة الآخرين وأن تسمع صوتك الداخلي بدلا من أصواتهم التي غالبا ماتقال ليحققوا طموحاتهم فيك ، يكفيك الاعتراف بنفسك والايمان بها فأنت لست بحاجة أن يزفك الناس ويعترفوا بك يكفيك أن تفرح لإنجازاتك وتخلدها ويكون حافزا لنفسك فقط وتدعك من القيل والقال ومن ضعاف النفوس وأن تعهد لنفسك العزة والراحة عن الناس وعن شوائبهم .
ذلك السلام الداخلي الذي يجعلك تري وترتقب ماوراء الكواليس وتسعد بما خطوت وتستعد لما بعد ذلك في خطوات قادمة ، ذلك الاحساس بتقبل الفشل الناجم عن اختياراتك وقراراتك ويجعلك تعطي خبرة فشلك للآخرين وتؤمن أن الفشل والنجاح لا يتوقف عندك بل إيمانك بعطائك من علمك ليكمل أناس آخرين تساعدهم وتشجعهم علي النجاح والاستكمال بجانبك.
ذلك السلام ومرحلة البرنسية التي تجعلك تري الاختلاف وتشهد الخلاف حولك دون أن يؤثر ذلك عليك بل تزداد رجاحة عقلك وهدوء نفسك أمامهم ويجعلك تنظر نظرة بعيدة وعالية للأمور ، تلك الجلسة الجماعية التي تشهد فيها الهمجية والازدواجية في الحديث وربما التعصب لكن دون أن يشوب رأيك وعقلك شائبة بل تحسد نفسك بداخلك عما وهبك الله من العلم والرقي وتنهي جلستك معهم دون ان تفقد شيئا من معتقداتك ، تلك الحرب الضلالية وكهوف الرذائل وأساليب الإنحراف التي تراها وقد تتلوث قليلا لكن سلامك الداخلي يجعلك تفر بعيدا عن كل ذلك وتري الله امامك في كل شئ
لقد خلقنا من أجل إعمار الأرض وتحقيق السلام العام والخارجي لكن ذلك لايحدث إلا بتحقيق السلام الداخلي الذي يجعلك تسير في الحياة مواجها لها بكل طاقة ورضا وطيب نفس قد نتخبط بها احيانا واحيانا اخري تطير بنا فرحا لكننا سنظل مجاهدين في هذه الحياة مجاهدين إلي آخر نفس يخرج منك ، فلتسعدوا بباقي أيامكم واسالوه الرضا لتطيب انفسكم .
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: