مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب .نقابة الصيادلة والحصاد المر ...من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 02, 2018

في أزمة نقابة الصيادلة لم أتوقف كثيرا عند قمة الهرم النقابي فبكل تأكيد هي في أفشل وأضعف حالتها،
حالها كحال قمم الأمم الهرمة التي تتهاوى، ولكن القاعدة هي التي شغلت كل تأملاتي وبما أن مثلي لا يسعى لكرسي فلا يعنيه إرضاء القواعد والتبعية لهم بل دق أجراس الخطر ومهاجمة أي انحراف. 
أمراض القاعدة التي للأسف لم تتمايز عن القاعدة العامة- والتي كان من المفترض أن تكون هي حالة متطورة تأخذ بيد القاعدة المجتمعية- هي المقدمات الطبيعية للوصول لما يطفوا على السطح وللحصاد النكد. 
قاعدة تعاني سلبية هي المسؤول الأول والأخير عنها وربما يتحمل الجرم الأكبر فيها في المرحلة الأخيرة على الأقل قمة الهرم النقابي الذي سرق أحلامهم وأفقدهم قيمة الفرد بتآمره على إرادتهم تارة بعنترية جوفاء وصدامات ليس لها محل وتهديد بما يعجز عنه مستعذبا الهتاف وتارة أخرى بالكذب والتحايل والخيانة للخروج من مأزق وضع نفسه ووضعهم فيه، فضلا عن بطون الحيتان التي تقف خلف الستار ولا ترى إلا ما يضخم بطونها مهما كان عدد الضحايا.
قاعدة أصبحت تفتقد أبسط قواعد اللياقة وأدب الحوار وتقدير الكبار وأن تفرق بين الأشخاص وحرمتها والمواقف والأفعال وحرية نقدها نقدا موضوعيا برؤية مختلفة وحلول أفضل.
قاعدة تفتقد الإنتماء المهني الحقيقي في ظل غياب الرسالة المهنية خلف صعوبات لقمة العيش التجارية وضغوط الحياة وبشاعة سوق العمل في ظل نقابة مستأنسة لا تغني من جوع.
قاعدة تربت وتعلمت كغيرها على مفهوم الأنا حتى ولو بلا أي قيمة، فقضية الظهور والمنافع الخاصة، والفردية الغير فذة لها كل الأولية في ظل غياب مفهوم التكامل والعمل الجماعي والمؤسسية.
ربما ما ذكرته هو حالة عامة تميز الأمم التائهة التي تعاني أسوأ فترات تخلفها، ولكن اللافت للنظر أن النخب المنوط بها تغيير هذه الحالة وقيادة القاعدة العريضة للشفاء هي بحد ذاتها في أسوأ حالاتها وهذا الأمر لا يستثني فئة أو نقابة أو مؤسسة.
ما ذكرته لا أعفى نفسي منه فأنا أحد أفراد هذه القاعدة كما أؤوكد أن هذه هي الصورة العامة التي لا تعني غياب أفراد تشذ عن هذه المآسي، ويبقي بعد تشخيص الداء والإعتراف به رسم بروتوكول العلاج وإن كانت أمراض الجسد قد تستجيب في أيام أو شهور إلا أن أمراض النخب والشعوب ربما تستهلك أجيال ولكن الأهم هو البداية ووقف النزيف لنسلم الراية لأجيال أقدر على التعافي ونجبر فيما تبقى ما فرطنا فيه من رسالتنا في الحياة.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام