أريامي تحاصرني
وتصر على ما تظنه إرباك وإحراج لي وتلح على سؤالي - بصيغة أظنها اتهام - بأنها ترى أصدقاء لي من الشيعة وميل لي تجاه التشيع فلماذا لا أعلنه وأتشيع؟
سأحسن الظن وأعتبره
استفسار وأسأل نفسي هذا السؤال وعليها الإجابة.
أظن أنني قد أجبت
مرارا على هذه التساؤلات أو الاتهامات أي ما يكون مسماها ،ولا يمنع ذلك من الإفاضة لعل
فيها إفادة ولكن لي سؤال لماذا السؤال بهذه الصيغة فلي أصدقاء مسيحيين وأنقل أحيانا
من الإنجيل ولي أصدقاء ربوبيين وملحدين وعلمانيين وإسلاميين وصوفيين وسلفيين وإباضية
؟
يا أريامي محبتي
للآخر والتقائي معه على المشتركات لا يعني بحال من الأحوال قبول كل ما هو عليه وإلا
لما أصبح آخر ولصار أنا ، فعقلي لا يشاركني فيه غيري فضلا عما وصلني من علم وما أحطت
به من معرفة تختلف عما أحاط به غيري ومنطقيا لا يعقل رفض كل ما عنده عنادا وإن كان خيرا .
أما عن التشيع
فالأمر يحتاج للاتفاق على مفهوم المصطلح أولا حتى لا نقع في الفخ الذي يسقط فيه الأغلبية
حيث يختلفون على أمور لو اتفقوا على تعريفها لزال جزء كبير من الاختلاف.
إن كان مقصودك
بالتشيع المغالاة في آل بيت النبي وإنزالهم منزلة فوق ما أنزلهم ربهم وأنزلوا أنفسهم
بصلاحهم فلا وألف لا لهذا التشيع ، وإن كان مفهومك للتشيع أنه سب ولعن وخاصة للراشدين أو
طعن بعرض النبي فأعوذ بالله وأبرأ إليه منه.
أما لو المقصود
الوصاية الإلهية لأثنى عشر إماما كما يعتقد إخوتي من الإثنا عشرية فلم يثبت عندي دليل
قطعي الثبوت قطعي الدلالة على الإمامة ،ولا تألف فطرتي ولا يقبل عقلي التأويلات والتفسيرات
التي اقتنع بها قطاع من المسلمين ومع احترامي لقناعاتهم إلا أنها لم تقنعني ولذا لا
تلزمني ،وهذا لا يمنع الإخوة والمحبة واتفاقنا على كل الثوابت تقريبا ما عدا الإمامة
وشخص المهدي ،وفي ظل عدم وجود الإمام وعدم ظهور المهدي أو ولادته وهي أمور محل اختلاف
بين الفرق والطوائف فلا أجد في ذلك سببا للخصومة أو استباحة الدماء والأعراض والكراهية ، ولتسحب السجالات العقائدية من أرضية العامة ليتناولها مختصون مخلصون للحقيقة.
أما لو تقصدي بالتشيع
محبة آل البيت والموالاة للإمام علي بن أبي طالب وسبطي النبي والانحياز للحق الذي حمله
الإمام وولديه وكثير من ذريته من بعده ،فاشهدي أن محمد صل الله عليه وسلم مولاي وعلي
مولاي والزهراء مولاتي وحسن مولاي وحسين مولاي وأني أبرأ إلى الله ممن كره وحارب وقتل
آل البيت وعادى منهجهم المحمدي.
يا أريامي سيظل
الاختلاف سنة باقية وتقبله حكمة بالغة والجدال بالتي هي أحسن سبيل النجاة.
أنا يا أريامي
ولدت مسلما سنيا بالميراث وتلك نعمة من الله فلربما لو كان غير ذلك وحكمت على الإسلام
بصورة المسلمين ما اهتديت إليه ولكني تمردت على الميراث وأسلمت إسلاما جديدا ألفته
فطرتي وارتضاه عقلي اختيارا حرا، واتخذت من الحقيقة مذهبا ومن القرآن الكريم وما يصح
ثبوته عن النبي صل الله عليه وسلم دستورا، وأتقبل كل خير تألفه فطرتي ويقبله عقلي من
أي فكر أو اتجاه أو معتقد، وأدرك أن ما وصلت إليه هذا هو اجتهاد بشري له حظه من الخطأ
والصواب ولذا فأنا دائما على أهبة الاستعداد لقبول أي نور يأتيني من أي مكان لينير
لي ما أظلم علي وظلمت به نفسي.
نظرت إلي أريامي
بعين الرضا وتلك حالة نادرة الحدوث واتفقنا على تقبل الاختلاف وأن لا يتحول لخلاف فمصيرنا
واحد وخلافنا تدمير لنا ،فهي أنا وأنا هي، نتحاور، نتناقش، نتفق ونختلف وتبقي هي أريام
أفكاري.
ليست هناك تعليقات: