صديقي المفكر العلماني الأستاذ أحمد حنفي ألف سورة العلمانية وأداها بنفس الأداء القرآني وبصوته الجميل وربما لم يصرح الصديق أنه يحاول تقليد القرآن ولكن التسمية والآداء ورده على التعليقات تشير إلى ذلك إن لم أكن أسأت الفهم.
سورة العلمانية.
1--ع.
2-والعهد الجديد.
3-إنني أنا العلماني فهل أنتم مسالمون.
4-أفلا ترون ما تنجزه العلمانية للعالمين.
5-من تعددية وتنوع بين مبين.
6-وسلم عز وجوده في عالم المسلمين.
7-وأصبح في عداد المفقودين.
8-وترى المسلمين يفرون إلى البلدان التي تطبقها في كل مرة وحين.
9-وليس لكم من حل للطائفية وحروب المتدينين.
10-من دون زيارة منكم لصيدليات العلمانيين.
من تأليف: أحمد حنفي.
في البداية أعجبني الصوت والأداء(التلاوة) فثارت ريم من أريامي ورمت أحمد حنفي بالكفر وكادت تكفرني على ما تعتبره ردة فعل باردة.
لريمي أقول دعك من الشخص والحكم عليه ودعك من الشتم والسب والتكفير الذي يقابله الصديق بمزيد من الحلم ليظهر الدين أنه هو اللاعقل والكراهية والسب.
من حق حنفي أن يقبل التحدي ويحاول تقليد القرآن بل سأفاجئك بأنه لو نجح حنفي في التحدي لاتبعته!!!
ثارت ريمي من جديد وكادت بقية الأريام أن تلحق بها فليس لديها أعز من الدين وأكرم من القرآن ولكني تجاهلت ثورتها وتابعت الحديث :
صديقي لم يبتكر تلك المحاولة فقد سبقه الكثيرين وما يسمى سورة زكريا موجودة.
في البداية لابد من طرح بعض التساؤلات العاقلة لعلي أجد لها جوابا شافيا عند صديقي
هل تدبرت يوما القرآن حرفا ولغة وبلاغة ومضمونا ورسالة ورؤية وقيما ونظاما وآدابا ومعاني؟
أم أن القرآن بالنسبة لك هو السجع والجناس والتجويد والصوت المتناغم الذي حاولت تقليده ومقرئ في عزاء ؟
لماذا عجز فطاحل اللغة والبيان من أهل العربية والمعلقات وأسواق الخطابة والكلام عن تحدي لغة وبلاغة القرآن فقط وظني أن التحدي كان يخص هذا الجانب فقط وأنا أعلم أنك لا تثق بنسبة نصوص مسيلمة إليه وهي محاولة بائسة بكل تأكيد .
أربعة عشر قرنا خلت وفشلت كل المحاولات مع الظن من وجهة نظري أن فهمنا ومستوانا اللغوي والبلاغي العربي تدنى عن السابقين لدرجة تجعلنا خارج سياق هذا التحدي اللغوي البلاغي ومع ذلك ظل حفظ هذا الكتاب في الصدور وإجازته تتم مشافهة وبن السابعة والثامنة يحفظه ولم يصل لعلمي كتاب آخر نقل بالمشافهة وحفظه الألاف منهم الأطفال غير هذا الكتاب فلعلي أجد عندك البيان.
منذ فترة كنت في رحاب كتاب عاقل لكاتب وفيلسوف جزائري اسمه مالك بن نبي رحمه الله عنوان الكتاب الظاهرة القرآنية أدعوك للإطلاع عليه ربما يعجبك.
لن أسأل كيف لعربي أمي أوحتى يقرأ أن يقسم بمواقع النجوم بدلا من القسم بالنجوم التي يعرفها ويراها هو ومن يعاصره ولن أتكلم فيما يسمى الإعجاز العلمي ولا عن ألفة النفس لهذا الكلام وإن جهلت معانيه فلربما ذلك عندي تعود وعادة ولكني سأتكلم عن الخطاب القرآني الذي يخاطب البشرية بعيدا عن عروبتهم ولغتهم برسالة واضحة المعالم إنسانية وإن شوهها وحرفها مدعي الكهنوت، رسالة توحد وتنزه الخالق وتخاطب العقل وتأمر بالإحسان وتنهى عن الفحشاء فدلني على أهدى من ذلك الكتاب وأدق منه نقلا أتبعك وأكن لك من الشاكرين، وهنا أتذكر رحلتي في دين الفطرة لجان جاك روسو وهو الذي لم يعرف عن القرآن والإسلام إلا الأسماء كما يذكر مترجمي كتبه وأجده بالفطرة النقية يترجم توحيد القرآن وبلا نص ديني لا إسلامي ولا مسيحي ولا يهودي يكتب تصورا فطريا ما زلت أتأمله!
حاولت التجول بين محاولات تقليد القرآن لعلي أجد أهدى مما أنا عليه فخابت المساعي ولم أجد إلا قول الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود.
وينقل المفسرون عند تفسيرهم لمستهل سورة المائدة أن أصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له: أيها الحكيم ، اعمل لنا مثل هذا القرآن ، فقال: نعم أعمل مثل بعضه ، فاحتجب أياما كثيرة ، ثم خرج فقال: والله ما اقدر ولا يطيق هذا أحد ، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة ، فنظرت فإذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث ، وحلّل تحليلا عاما ثم استثنى بعد استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين ، ولا يقدر أحد أن يأتي بهذا.!!! ويقصد بذلك الآية الأولى من سورة المائدة. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (1) }
يا صديقي أشهد الله أني أحبك كإنسان فهذا ديني وإن أنكرت فعلك وما كتبت لك إلا حبا فإما أن تضيء لي الطريق بشىء عندك أجهله أو أفعل أنا ذلك أو يظل كل منا على ما هو عليه ولك البر والحب ما لم يتحول فكرك لسلوك يؤذيني ويعادي ديني هذا ما علمنيه القرآن الكريم ونصيحتي ابحث عن نبع الوحي الصافي ولا تخلط بين الدين وسلوك المتدينين وفهم المتبعين وسبحان من بدأ البقرة بثلاثة حروف تقرأ منفصلة وبدأ الشرح بنفس الرسم بنطق مختلف وشرح الله صدري وصدرك لما يحبه ويرضاه والله أسأل أن أسمع القرآن الكريم بصوتك وأن تعلم معانيه وتتدبر رسالته وتخالف من حولوه من خطاب سماوي لهداية الأرض لمجرد أنغام صوتية تطرب الآذان.
بعض من أريامي غاضبة من عقلانية الطرح ومازالت مشغولة بحكم أحمد حنفي هل هو مرتد؟ وبعضها تقبل طرحي و في النهاية أحترم من يرفضه لكن دون ما يسمى حد الردة فحرية الفكر والعقيدة أم الحريات.
ليست هناك تعليقات: