في فترة سابقة كنت أدافع عن الإخوة الشيعة وحقهم في أن نسمع منهم بأنفسهم ويسمعوا منا ونتفق ونختلف ويحترم بعضنا بعضا وتظل الحرمات مصانة ويوم القيامة يفصل الله بين العباد وكنت أعاني في نقاش بعض السنة الذين يصرون على أن يقولوا على لسان الشيعة ما ينفونه هم وتجد كوبي بيست من الكافي وبحار الأنوار وغيرهما وكنت في مأزق فلست شيعيا حتى أدافع عن المذهب ولست في محل مناظرة أو تصيد الأخطاء أو دعم يقيني الظني بالأدلة بل أهتم بالإنسان أولا والتعايش والتلاقي والتعاون وحفظ الحرمات والتأصيل لأدب الاختلاف.
تدور الأيام ويتهم بعض الإخوة الشيعة الشيخ بن تيمية رحمه الله بتهمة التجسيم وعبادة الأصنام ويصرون على القول على المثبتة ما لم يقولوا هم به ويستخدمون سلاح الكوبي بيست من مقولات هنا وكتب هناك ويرفضون أي نفي لفهمهم المغلوط، وأقع في نفس المأزق فلست سلفي ولا مثبت ولا مفوض حتى أدافع عن الإثبات والإثبات مثلا هو القول بنزول الله سبحانه وتعالى للسماء الدنيا في السحر وإثبات ذلك لكن كما تقول السلفية نزولا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ليس كنزول غيره من خلقه، فهم هنا لم يدعوا تجسيدا أو تشبيها بمعنى أن لله يد كأيدينا ونزول كنزولنا وأنا لا أتفق مع هذا الطرح وأرفض هذا المذهب والفكر وربما أخاصمه فكريا وهو عندي لا يجوز بحق الله، لكن دون فجر الخصومة أو الإنتصار للذات باتهام الآخر بما ليس فيه.
هذا الموقف بين فريقين من الخصوم كل منهما ضحية لنفس الجلاد ونفس السوط جعلني أعتكف مع الأريام ونجدد العزم على أن قبلتنا هي الإنسان وديننا الحب ومذهبنا الحقيقة وأن مبادئنا ثابتة فكما انتصرنا للمذهب الجعفري الذي لا ننتمي إليه انتصرنا للشيخ بن تيمية ومذهبه الذي لا نعتقد به ونجعل الفرق والمذاهب دون الدين فهي أفهام بشرية والملة ملة أبينا إبراهيم هو سمانا المسلمين من قبل
ليست هناك تعليقات: