في القرون الوسطى كان هدف الاستشراق اكتشاف الفكر وترجمته من أجل الإثراء الثقافي والنهوض الحضاري وقد كان، أما في هذه المرحلة وفي الحقبة الاستعمارية كانت الدراسة والترجمة من أجل هدف سياسي وليس ثقافي لمعرفة كيفية السيطرة على شعوب المشرق، وتنوعت أسلحة السيطرة وتطورت فأصبحت التبعية الثقافية والإقتصادية والسيطرة من خلال أدوات من ذات هذه الشعوب سابقة للتدخل العسكري المباشر
-----
المخدر أو المسكر هو كل ما يعزل الفكر والضمير عن الشعور بتعطيل العقل، فكل من أو ما يؤدي إلى تعطيل العقل وعزل الفكر والضمير فهو مسكر وإن لم يصنف نجس في كتب الفقهاء الذين انزلق بعضهم لتفصيل هل المسكر نجس في ذاته أم تأثيره
-----
من أخطر فنون الاستحمارولوجي حبس الخصم الفكري في أمجاد الماضي مديحا لترضي نزعة غالبا ما تجتاح الأمم المنهزمة لإرضاء الذات بسابق الأمجاد فيتم الإلهاء عن الواقع وتغييب العقل عن رؤية واضحة للمستقبل وللأسف قام أغلب الكتاب والأدباء والشعراء العرب بهذا الدور ببشاعة عندما سخروا حروفهم للهروب بالناس للماضي أو الإلهاء بتنافس المدح والهجاء والغزل، قام بالدور ذاته بعض المستشرقين وصفقت لهم الأيادي دون وعي
-----
إنقاذ نفسك وإنقاذ الأخرين رسالة ومجمل شروط حمل الرسالة كما يحددها الفيلسوف المفكر مالك بن نبي رحمه الله بتصرف مني
1-أن تعرف نفسك دون مغالطة وبوضوح
2-أن تعرف الآخر دون تعالي بأخوة ومحبة
3-أن تعرفه بنفسك بطريقة محببة له
-----
استغل الاستشراق الاستعماري حساسية الجماهير المسلمة لأمجادها في لفت أنظارها عن واقعها ومستقبلها مستخدما وسائل عديده للإلهاء كما يرصدها بن نبي رحمه الله منها الماركسية والبعثية والإشتراكية والقومية والطائفية والبربرية
الصراع الفكري ليس صراع مع الماركسية أو الوجودية أو القومية أو الليبرالية بل هو صراع مع ماركسية ليس لها علاقة بماركس بل كلمات وشعارات جوفاء لا تمت للماركسية إلا بحروف مرتبة وكذلك الأمر مع الوجودية أو القومية أو الليبرالية
----
كما يذكر الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله أن الإنسانية تمر بثلاثة أعمار من حيث التطور النفسي ففي طفولتها تكون الأحكام مرتبطة بعالم الأشياء تعتمد على الحاسة والحاجة البدائية، أما في العمر الثاني تكون الأحكام مرتبطة بالقدوة حيث الفكرة مرتبطة بالشخص الذي يجسدها أما في مرحلة الرشد تصبح الفكرة ذات قيمة في حد ذاتها بغض النظر عن عالم الأشياء أو عالم الأشخاص.
-----
هناك صدمة أصابت الفكر الاسلامي نتيجة عقدة النقص أمام الحضارة الغربية وكانت الحملة الفرنسية كاشفة لهول هذه الصدمة، وهنا تيار يريد أن يستغرب حتى في الملبس والمأكل وليس بغربي بل هو تائه، وتيار يحاول التغلب على النقص بحقنة اعتزاز لتطبيب النفس والخاطر وتخدير العقل بأمجاد مهما بلغت إلا أنها أصبحت صفحة في سجلات التاريخ ويعيش حبيس أدب الفخر والتمجيد غيابا عن واقعه المر، وتيار يحاول البحث عن الهوية والجذور ومد الفروع لتتفاعل مع الحضارة الحديثة من أرضية ثابتة، ولم تخلوا المرحلة من تيارات إما تم زرعها أم تمت السيطرة عليها لتخدم مشروع التبعية الاستعمارية ولو في ثوب المقاومة.
في رحلة المستشرقين وقعنا في فخ المعادين غير المنصفين والذين شغلوا قطاعا برد سهامهم ولم نلتفت للأخطر وهم ألئك المادحين الممجدين لتاريخنا بغية حسبنا في سجون التاريخ وإلهائنا عن الواقع
-----
يرى الفيلسوف مالك بن نبي رحمه الله خلاصة حل الأزمة الحضارية في استعادة الأصالة الفكرية، استقلال الأفكار، ثم استقلال اقتصادي وسياسي
ليست هناك تعليقات: