مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ..كل مؤمن كافر ..من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 02, 2017


الكفر ليس سبة ومصطلحات قاعات البحث ليست للتنابز وقلتها مرارا أنني كافر وكل مؤمن كافر بما يخالف إيمانه، فكفري بمعتقد الآخر وكفر الآخر بمعتقدي أمر منطقي وعبثية النقاش الحالي لن تقود إلا لمزيد من عبثية المشهد. هل كل الكفر سواء ولماذا تمايز أهل الكتاب في الخطاب القرآني؟ هل المشكلة في الكفر أم في السلوك والعدوان المترتب عليه؟ لماذا اختلف خطاب المشركين عن خطاب أهل الكتاب وأحكام هؤلاء عن ألئك؟ أليس الإنسان بمخير وهذا أصل خلقته ومحل حسابه وأن حرية اعتقاده مكفولة يؤمن بما يؤمن ويكفر بما يكفر؟ أعود للكفر فمنطقيا ما يباح مني للكافر بمعتقدي يباح منه لي، فلو جعل جاهل الكفر سببا لاستباحة الدماء والأعراض والأموال ودور العبادة فأنا بالنسبة للآخر كافر وبالتالي دمي وعرضي ومالي ومكان عبادتي مباح له. الأجدى حمل مشاعل نور العلم لإنارة الزوايا المظلمة بدلا من غوغائية الحديث والمجاملات الزائفة التي لا تقود إلا لمزيد من الاحتقان وإن ظل مكتوم. الأولى توضيح أن مصطلح الكفر ليس للتنابز وأن هذا الكفر مني ومن الآخر إن استلزم براءة عقائدية فلا يترتب عليها كراهية ولا استباحة للحرمات من دماء وأموال وأعراض ودور عبادة، فكما قال أمير المؤمنين أبو الحسنين عليه السلام (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) نعم أنا كافر وأحب الكفّار مع براءتي من كفرهم فبيني وبينهم إنسانية ورحما ومودة وبرا ما لم يتحول كفرهم لسلوك عدائي تجاهي وتجاه معتقدي. إن العقائد لا تخضع للمجاملات ولا المواءمات والخلط ما بين الاحترام والإقرار وما بين العقائد والمعاملات هو صلب المشكلة، والعقل يقتضي أن نسعى لوحدة المعتقِدين - بكسر القاف - وتعايشهم ومحبتهم وتراحمهم وإنسانيتهم بشكل عام ويزيد الأمر أهمية مع أبناء الوطن الواحد واللسان الواحد والمصير الواحد وليس الدعوة لتوحد المعتقََدات المستحيل عقلا ومنطقا وواقعا ونقلا، وأن ندرك طبيعة خلق الإنسان ومكمن خيريته في تحمله الأمانة وحرية قراره وأم الحريات حرية معتقده وأفكاره. إن عقلية الجمود والتعصب واحتكار الحق الإلهي لا تهدد الآخر العقائدي فقط بل تهدد كل آخر فكري أو مذهبي، وبالتالي تهدد السلم الإنساني كله، فكم من دماء سالت بين أبناء الدين الواحد بل والمذهب الواحد وكثيرا ما تنشق الحركة الأيديولوجية الواحدة وتنتهك الحرمات بسبب مطامع ومكاسب وتستغل الرايات الدينية والفكرية لتحقيق المكاسب. إن تدبر القرآن الكريم كفيل بإنارة الأركان المظلمة فقال تعالى: "لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء اللّه لجعلكم أمّة واحدة ولـكن لّيبلوكم في مآ آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون" (‏المائدة ‏48). ويعلي حرية المعتقد بقوله سبحانه: "لا إكراه في الدّين قد تّبيّن الرّشد من الغيّ فمن يكفر بالطّاغوت ويؤمن باللّه فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واللّه سميعع عليم" (‏البقرة ‏256). ويؤكد على بقاء الاختلاف: "ولو شاء ربّك لجعل النّاس أمّة واحدة ولا يزالون مختلفين" (هود 118) يقول رسول الله صل الله عليه وسلم: ((من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما))؛ رواه البخاري.
----- أنا كافر بكل معتقد يخالف معتقدي وأبرأ منه عقائديا براءة لا ترتبط بالمعاملة ولا تؤثر في إخوتي الإنسانية والوطنية للآخر، براءة عقائدية لا تمنعني محبته والالتقاء على المشتركات والعيش المشترك. إن الإرهاب الفكري لن يقود إلا لإرهاب مضاد وإن الفكرة تجابه بالفكرة والكلمة تنقض بالكلمة، والمجاملات الزائفة لا تبني تعايشا بل تزيد إشعال النار وإن ظلت تحت الرماد، ومن هنا أعلنها على نفسي بعيدا عن الآخر أن كفري الإعتقادي بما يخالف معتقدي لا يعني حق الٱخر في كراهيتي وإن كره معتقدي ولا يبيح له دمي ولا عرضي ولا محرابي ولا يمنعني حق لرحم حواء عليه فضلا عن حق الجوار واللغة ووحدة المصير.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام