د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...أربعينيات ....-5- حصاد الاغتسال بالنار ..من أريام أفكاري

 وأنا على قمة جبل الأربعين حان موعد الاغتسال ولكنه غسل غير كل ما فات ، في النار وبالنار أغسل الحروف وبناتها من الأفكار، إن كانت من ذهب سيذهب عنها كل خبث ويصير الغسل طهارة وتستعيد اللمعان وإن كانت من حطب تطهرت من خبثها وصارت عدم. 

من باكورة حصاد الإغتسال بالنار تساقط أية أدران تتعلق بفقد الإنسانية في معاملة الآخر مهما بلغ الخلاف والاختلاف

تساقط شهوة الدماء والتكفير والتعذيب وانتهاك كرامة الإنسان حتى لو لم يحفظ لي ذلك فإن كانوا أهل خسّة وضعة يجب أن نكون أهل شرف وسمو ما دمنا شرفنا بحمل الرسالة.

من حصاد الاغتسال بالنار تساقط أدران الكراهية لكل ذرية آدم فهذا المخلوق العجيب أحبه الله وأسجد له الملائكة وأحسن خلقه وميزه بالعقل وأعطاه الحرية حتى حرية إنكاره، وسلط عليه نفسه وهواه وشياطين الإنس والجن ليرى صنيعته وتجده أفرح ما يكون بعبده التائب ومباهي للملائكة بعباد آمنوا به ولم يروه وجاهدوا حظ الطين في النفس .

بالحب خلق الله آدم وبالحب نفخ فيه من روحه وبالحب كان وحي السماء هداية وبالحب تستمر الرحلة حتى النهاية.
من حصاد الاغتسال بالنار تساقط أدران التعصب والتطرف ومحاولة إدراك ماهية الحقيقة، فالحرية وحق الاختيار والعقل هم مناط التكليف وبهم يستقيم الثواب والعقاب والاختلاف سنة والخير والشر والكفر والإيمان محل الإبتلاء

( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ( 118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( 119 ) )

من حصاد الاغتسال بالنار تساقط أدران الجهل والجهالة ، فالسعي خلف الحقيقة ومحاولة إدراكها هو الحل

لماذا نحن ومن أين وإلى أين المصير ؟؟

ماهية الحياة وطبيعة الرحلة وطريق الوصول ؟؟

من حصاد الاغتسال بالنار تساقط أدران الكراهية نتيجة الاختلافات السياسية أو الفكرية أو العقائدية وخاصة أننا في زمن غابت فيه شفافية المعلومة ونزاهة المعلم وارتبطت المواقف بما يصل من معلومة غالبا ما تكون موجهة ومشوهة