شاكستني الأريام كالعادة فقالت إحداهن أنت إخواني وقالت الأخرى أنت شيعي وقالت الثالثة بل شيوعي، وصرخت الرابعة بل قومي عروبي ولم تصمت الخامسة بل قالت أنت تائه!
وغضبت السادسة وقالت بل موالي للمسيحيين.
وقفت أتأمل الأحكام التي أصدرتها الأريام وأستعيذ بالله ممن يقرأون حرفي بما في جماجمهم، وفي رحلة التأمل تلك وقفت عند أمور أهمها أن لكل ريم حظها من الصدق النسبي وخطيئتها أنها نظرت لجزء وتعامت عن أجزاء فصدقت في نقل الجزء وضلت وأضلت بجهل أو تجاهل الأجزاء المكملة للصورة.
النقطة الأهم إن كان هذا حالي مع أريامي والحدث مشترك والزمن واحد فكيف بالمنقول من الأحكام وأجزاء الصور التي مرت من عقود أو قرون وأصحابها في ذمة الله ولا يملكون نفيا أو إثباتا أو توضيحات؟
كيف نستقبل تلك الآراء والأحكام كمسلمات ونشعل الكراهية وتهدر الدماء ربما على أوهام!
وقفة تستحق التأمل والإنصات فالإنصاف، وهنا تجلت عبقرية الأستاذ العقاد في عبقرياته عندما أرجع المنقول من المواقف والأقوال لفهمها من خلال فهم شخصية بطلها، وجعل مجمل صورة الشخصية حكما على صحة النقل وسسلامة الفهم.
يا أريامي أما أنا فإنسان لي خصوصيتي وقناعاتي ولا أخاصم فكرا أو مذهبا خصومة فاجرة، فأقبل ما يقبله وجداني وأرفض ما يرفضه وإن خاصمت موقفا أو فكرة، سلوكا أو قولا، فلا أخاصم الإنسان ، أحتوي كل ما ذكرتم ولا يحتويني أي منها .
ليست هناك تعليقات: