مساحة إعلانية

د.عاطف عبدالعزيز عتمان يكتب ...الاستحمارولوجيا واليوتيوب ..من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 15, 2016


تحول اليوتيوب لمصدر كسب وتحقيق أموال جعل المشاهد هو البطل وهو القائد وجعل من يعتلي المنبر مستحمر بكسر الحاء ومستحمر بفتحها.
حتى تؤسس لقناة ناجحة تدر الحليب بعد النصائح التكنولوجية من صوت وصورة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي يبقى الأهم أن تهتم بشواذ الأقوال والأفعال فضلا عن العنوان على قاعدة مواطن عض كلب وليس كلب عض مواطن .
الأكثر أهمية أن تختار الطرف الذي ستتبعه وتحدد نوعية السلعة الرائجة لدى الخراف الضالة التابعة له والتي تلقى استحسان السادة القائمين على أمر الفرقة أو الطائفة أو الحزب ، وأكثر البضاعة الرائجة أن تمرر ما يريدون تحت راية السنة فتستجلب التكبير والتهليل ، والآخر يمررها تحت راية الحسين ومظلومية آل البيت عليهم السلام فيستحمر بضغط العاطفة وتغييب العقل ، ويتحول الدين لأزمة مدمرة مما يتيح للبعض الآخر تمرير التبعية الغربية وتحديد الخلاص في الخلاص من الدين ومتاعبه. 

رايات الاستحمار متعددة ، دينية ومذهبية وحداثية والمحصلة واحده وهي الاستمرار في التيه بلا هوية واضحة المعالم .


لم يصل لعلمي حتى الآن أن الصديق رضي الله عنه كان سنيا ولا أن على رضي الله عنه كان شيعيا ولم يصل لعلمي في ظل أشد لحظات المحنة والدماء تسيل أنه كانت هناك مدافن لهؤلاء وأخرى لخصومهم ولا صلاة هنا وأخرى هناك بل كانوا حنفاء لله مسلمين لم يكن لهم سوى الإسلام دينا ومذهبا وطريقا .


أتساءل عن الفائدة التي كسبتها الأمة من تناظر السفهاء والسبابين والتكفريين وانتشار يوتيوب يقدح هنا وآخر يسب هناك؟ 

من الأشهر والذي يحقق الأموال على اليوتيوب نعيق ياسر الحبيب أم تغريد على الأمين وعروبة الصرخي؟ 
تكفير وجدي غنيم أم اعتدال عبدالله بن بيه ؟ 
أيهما الدين؟
من يمهد للأنياب العثمانية بدعوى التسنن ولم يصل لعلمي أن العثمانيين كانوا أهل خلافة راشدة وللإنصاف أعترف بدورهم في الحماية من الهجمات الغربية في مراحل قوتهم ، أم من يمهد للأنياب الصفوية المغروسة في اللحم العربي بدعوى التشيع ولم يصل لعلمي أنها نصرت يوما راية علي عليه السلام فضلا عن راية الدين أو أي حق إنساني؟ 
لم تختلف إيران على تسمية الخليج اسلامي مع العرب بل أعلنته فارسي وبحروف عربية! 
ما الفائدة من الإجتزاء المخل بالمعنى والتشويه، ما الفائدة من تصوير الليبرالية أو الإشتراكية أو القومية على أنهم كفر وجعلهم أديان ضد الدين وليست أفكار؟

الاستحمارولوجيا تفننت وأبدعت فخرجت من استحمار اللحى والجلاليب لاستحمار الدولار اليوتيوبي ، وبضاعة التدين المزيف رائجة ويحصد مروجوها الدولارات ويحصد المستحمرين بفتح الحاء الكراهية والتمزق والاقتتال والتدمير الذاتي .


أهدي اسم العلم الجديد الاستحمارولوجي " والذي بحثت عن لفظه على الشبكة العنكبوتية فلم أجد وإن وجد المعنى عند مفكرين عظام ، وكان لفظ الاستحمار من بنات أفكار شريعتي رحمه الله وتكلم مالك بن نبي والكواكبي والأفغاني وتشوميسكي والغزالي وجارودي عن المعنى " أهديه لأستاذتي من علماء الاجتماع والنفس والإعلام والفلسفة وتكنولوجيا المعلومات والدين وإلى المفكرين وأصحاب الأقلام العاقلة النزيهة ليقودوا الأمة المنقادة خلف الأبواق المستحمرة والمستحمرة بفتح الحاء وكسرها ولا ينقادوا للعامة المخمورين والمستحمرين والمعذورين بالجهل الذي لم يسلم من غباره أحد حتى كاتب تلك الكلمات. 


إلى أصحاب العقول والضمائر وحملة الرسالات أشعلوا شموع الحب والتي هي شموع العلم ، وكونوا قادة لا منقادين وكونوا على استعداد لتحمل ضريبة أصحاب الرسالات ، واعلموا أن أي صدمة للموروث وولقيود العقل وخاصة الديني منها وما يهدد الكروش والمنتفعين سيحارب بقسوة وسيرفض في البداية حتى يبدأ العقل الأسير في فك القيود قيدا قيدا، عامل الوقت ضروري لازالة الصدأ والحلم والصبر الجميل أسلحة النور وكما قال المتنبي :


 ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ







مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام