مساحة إعلانية

د.عاطف عتمان يكتب ..وقفات الأريام مع الذات - 2 - بشرية الإنسان

عاطف عبدالعزيز عتمان أغسطس 14, 2016


إن تحرر العقل من قيوده يؤدي لقيادة رشيدة لصاحبه أول رشد لها إدراكها طبيعة بشرية الإنسان التي يلازمها النقصان لطبيعته وتكوينه ، فمهما علم فقد جهل ، ومهما أحاط فقد خفيت عليه أمور ، ومهما بلغت قدرته فقد عجز ، طين وروح لا هو من جنس الملائكة ولا هو شيطان ، فلا ينبغي اجتزاء الصورة تقديسا أو شيطنة ، فالإنسان محصلة مواقفه وأقواله وأفعاله لا يعيبه حظ نفسه من الموبقات التي يشترك فيها كل البشر نوعا ويتمايزون كمّا ، فتكون المحصلة أنفس مطمئنة وأخرى لوامة وثالثة لاهية ، فلا يشغلنا كلب القطيع عن سمان خرافه ، ولننتهج الإنصاف في الخصومة .

على العاقل إدراك حقيقة مهمة وهي أن معظم أصحاب الفكر والمعتقدات وخاصة العوام مخلصون وإن ضلوا الطريق ، وآفة كثير منهم غياب ما أظنه حق عنهم وضلا وإضلال سادتهم وكبرائهم ، وأن اختلاف البشر سنّة باقية لاختلاف العقول واختلاف ما وصل إليها من حقيقة الصورة واختلاف الثقافات والأعراق والمجتمعات والتقاليد .

إذا من دواعي التعقل من العقل الحر أن يرى عيوبه ويدرك طبيعة البشر ويقيم الميزان النزيه ليبني على الإيجابيات وينتقد السلبيات ولا يخلط بين الإنسان كإنسان وبين السلوك أفعالا و أقوالا ، ويدرك حكمة التنوع والاختلاف فيجعل منه تكاملا وليس تناحرا وصراعا ، ويدرك أن الناس سيظلون مختلفين حتى يوم الدين فإما تعارف وتعاون وتعايش وعمارة للأرض وإما صراع ودماء ودمار .
ومن هنا فأريامي ترى حظي من الطين جيدا ، شهوة وهوى وحسد وكبر وطمع وأنانية وكل مجهودها أن تحجم هذا الحظ وتسمو بالروح وتستخدم العقل لتحقيق التوازن بين الروح والطين لعلها تنجح في الوصول .


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام