مساحة إعلانية

إنقلاب تركيا وكشف المزيد من العورات ...من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 16, 2016


أختلف مع سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخاصة الخارجية ولا أختلف مع الشعب التركي ولا الديموقراطية فتحية للمعارضة التركية الليبرالية العلمانية النزيهة وللشعب التركي الذي حمى إرادته وأفشل مخطط إنهيار تركيا ولكن هل عدمنا الاختلاف دون الدماء وتمزيق الأوطان؟

محاولة الانقلاب التركية كشفت مزيدا من العورات أخطرها الشرخ المجتمعي الذي جعلنا نتعامل مع كل القضايا كأهلي وزمالك وجعلنا نشمت بأنفسنا ونكره أنفسنا ونتعامل بمبدأ يا كايدهم ويا فارسهم - تلك الثقافة الوضيعة التي طفحت بها وسائل التواصل الاجتماعي - وهنا نؤكد أننا ما زلنا لم نتحرر من الحقبة الاستعمارية وإن رحل الجنود عن بلادنا فما زالت عقولنا محتلة ومادام الجهل يسكن العقول فلا مخرج من الظلام .

لا أعفي أردوغان من المسؤولية عن هذا الوضع الذي يكاد يزج بالبلاد للانهيار ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال تمني سوء أو دماء للشعب التركي أو انهيار للدولة التركية.

أحزاب المعارضة التركية العلمانية منها والليبرالية ضربت المثل في إيمانها بمفاهيمها وبوطنها بعيدا عن الخصومة السياسية وكشفت عورة نخبنا العربية المصنوعة في مراحيض الأنظمة باسم القومية أو الليبرالية أو العلمانية زورا ولا يملكون مبدأ ولا فكر ولا رؤية إلا هتاف بالروح والدم ووقت الفداء لا تجد عند أي منهم دم ويهتفون للسيد القادم .

أحداث تركيا كشفت القناع عن وجه كان يظهر أنه صوت المسيح ورسول المحبة وإذا به يعلن صراحة طربه بالدماء التركية التي تسيل ، ومع ذلك لن أحيد عن مبادئي وسأنادي على الآخر المسالم السلام عليك من الله السلام محبة ورحمة وتعايش وعدائي للمعادي فقط لا تحمل نفس غيره وزره .

الدرس من الأزمة التركية الأهم هو شرخ النسيج المجتمعي وما لم يتم علاج هذا الشرخ فلن تصمد تلك المجتمعات أمام أي هجوم محتمل وسنواصل في مجتمعاتنا العربية الانهيار فصلابة النسيج الوطني هو الضمانة الوحيدة للبقاء .

الدرس الآخر أن إفشال الحركة الإسلامية وغلق كل الأبواب أمامها بالقوة سيدفع المعتدل منها والذي لم يرفع السلاح لحمله والحركات الأيديولوجية والمرتبطة بعقيدة دينية من الخطر غلق كل المنافذ عليها وإلا سنغرق في مزيد من الدماء ومن هنا يتضح أهمية عقد ميثاق مجتمعي جديد يضمن مشاركة لا مغالبة ولا يهمش أحدا لعرقه ولا دينه أو فكره ، يتجاوز الطائفية والقومية الضيقة ليؤطر لأوطان تقوم على كامل المواطنة ومن ثم وحدة قائمة على أوطان متماسكة لمجابهة التحديات في ظل صراع البقاء الذي أصبحنا فيه وإلا فمزيد من السقوط .
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام