آفة الأمة المنكوبة تركها للفرائض وتخليها عن الكليات الضامنة لعصمتها وانشغالها بالنوافل وصراعها حول الجزئيات التي لا يضر الاختلاف حولها ولا ينفع الاتفاق فيها والداء ساسة جبابرة وعمم فاجرة ونخب عاهرة وشعوب جاهلة جعلت من عقولها لهم مبولة .
بهذه الكلمات نطقت الأريام في حضرة الأميرة ونظرات الاستهجان تحاصرها وما أن خرج الحرف الأخير حتى فوجئت بطوفان من الهجوم من الأميرة
ما بك؟
سودت الصورة واتهمت الجميع وكأنك الملاك الوحيد على الأرض ولم تطرح حلول وتحولت لقاضي وجلاد وخصم وحكم في جملة من التناقضات وأنت من يدعي أنك إنساني وأن الخصم لا يكون حكم وأن الإتهامات والتخوين والتكفير هم أزمة العصر، مجنون أنت!
توقف عن الهزيان يا مصلح الأكوان!
ركضت الأريام في حول الأميرة في نصف القمر المضيء تارة ونصفه المظلم أخرى حتى هدأ إحمرار وجهها ثم نظرت لفضاء الكون وعادت بالنظرات لعيني الأميرة وقالت :
أما أنا فلست من الساسة ولا العمم ولا النخب بل واحدة من الشعوب الجاهلة لا أتميز أو أتمايز عنهم ربما إلا بمعرفة الداء والسعي إلى تناول الدواء ، أنهل من العلم فإن لم أبلغ فيه مبلغا فلا أغرق في وحل الجهل.
أما الصورة لهذه الأمة في آخر قرنين على أقل تقدير هي من تحكم عليها وعلى من تصدر أمرها وهذا لا يعني خلو الساحة من النبلاء ودعاة الإصلاح وأهل الصلاح ولكن الحكم العام على مجمل الصورة هي الحالة التي نحن عليها فهي القاضي والحكم وعنوان الحقيقة ، وأما عن الحل مولاتي الأميرة فهو متاح بشرط تشخيص الداء بدقة والإعتراف بالمرض ودواء كل الذي كان في هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
روح الأم بيه كانت حاضرة ونال حديث الأريام رضاها وكانت هي سحائب اللطف التي هدأت من سخونة الموقف وحامت حول الأميرة والأريام وفردت الجناحين وطارت على وعد بالعودة من جديد .
******
dratef11022011@gmail.com
ليست هناك تعليقات: