مساحة إعلانية

بيه والأريام وبداية الرحلة الرمضانية ..من أريام أفكاري ..د.عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 03, 2016


في بداية رحلة الأريام في رمضان ولأنها لا تعجزها التأشيرات ولا تستوقفها المطارات ولا يقيدها الزمان ولا المكان ستكون زيارتها لتونس حيث مرقد الأم الروحية لها هناك بجوار الزيتونة.
هناك تلتقي بيه في لقاء وفاء وما أروع الوفاء لروح غائبة لم تبصرها العيون ولا تهفو النفس لمنفعة من خلفها وكل منهما في عالمه لا يجمعهما إلا الحب
لقاء الوفاء يكسر قيودا صنعناها لأنفسنا وطين أوحلنا حتى منبت الشعر
إنه لقاء السحاب إن جاز التعبير حيث تلتقي الأرواح في رحابة السماء
أسمع الحوار ما بين ترحاب وواجب الضيافة وكيف لا وهي بنت المؤدب وأريامي بنت شيخ الكتاب
دار الحوار ما بين عتاب الأحبة تارة وتبادل الآراء أخرى وشكوى من الشوك الذي نال الأريام فأدماها ففي هذه العلاقة الفريدة مفارقة عجيبة لن تتكرر فقد جمعت الصداقة أريامي وهي مازالت في الرحلة تعاني الأشواك مع بيه وهي قد وصلت نهاية الرحلة وتعافت من الأشواك وتنتظر بشوق الوصول تلو الآخر حتى موعد اللقاء الكبير الأخير.
بيه يعجزها الكلام فقد تيبس اللسان وهرب الحرف بعد أن نطقت الشهادة منذ سنوات وفاضت روحها للديان وبعد أن أصبحت حاضرة شاهدة شهادة اليقين فلم يعد بإمكانها النطق من جديد ولكنها علاقة خاصة تعبر الحروف وتصل الرسائل عبر حنان النظرة العطوف
وطلت بيه من السفساري الأبيض ذلك الزي الذي يأخذ الإنسان من الأرض للسماء وحلقت بجناحين من نور حول الأريام وأمطرتها إبتسامات المحبة والترحاب وبدأت لغة النظرات تزف أحيانا البشريات وأخرى تحذر من الكراهية والظلام والظلم بين بني الإنسان وتنبه إلا مكائد الشيطان وحظ النفس والأنا من الطغيان وجبينها يقشعر عندما تنظر فتري الدماء المستباحة والقيم المهدرة والغرور برحلة مهما طالت قصيرة ومال مهما كثر مورث وسلطان مهما طال زائل
ودموع عيناها تلمع عندما تلمح تجار الكراهية ومالكي نواصي الحروف بها يصنعون الحروب وأمسكت بتلابيب السفساري وكأنها تقول ليس كل من إرتداه منا فإياكم والمقنعين فلن يهلككم عدو ولن تنتهوا بطوفان ولكن آفتكم الكراهية فيما بينكم ومقتلكم الفتنة وفيكم أهلها.
الرسائل عديدة والمعاني عميقة والأريام شعرت بالتيه وأثقلت الرسائل كواهلها وإستصعبت الأمر وهنا تحنو بيه عليها إشفاقا وتحوم حولها ونظراتها تحمل الطمأنة والتشجيع وتدعوا الأريام لمواصلة المسير غير مهمومة بالنتائج بل مهتمة بالصعود إليها بأكف تحمل الحب طاهرة من الكراهية والدماء وهنا يصدح الديك من وسط الحومة معلنا بداية الصيام كما أراد الديان عن حظ النفس من الطين والهوى اللعين وطارت روح بيه إلى هناك وما أدراك ما هناك ؟
وجلست الأريام تقرأ يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ثم ركبت عجلة الزمان لتتابع وتقف عند بعض مما كان فإلى اللقاء إن قدر اللقاء وكان مع الأريام في رمضان


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام