ليس معنى أن تكون لكل الناس أن تكون كل الناس ، كن نفسك وليسع قلبك كل الناس.
سأبدا عامي التاسع والثلاثون بالكتابة عن الحب وأبدأ من هناك من عند حبيب النجار أو مؤمن آل يس ، ورغم أن القرآن جعل مؤمن آل يس مجهول معلوم لأن القرآن يخاطب كل حبيب إن صح أنه حبيب النجار ، ولا أحب الوقوف عند المرويات التي تبحث خلف أسماء تجاهلها القرآن لحكمة عموم الموعظة إلا أن حبيب النجار ضرب أروع مثل للحب مها كان شخصه أو إسمه أو تاريخ وجوده .
فحبيب موجود منذ هابيل حتى يومنا هذا بأسماء وأشخاص متعددة .
حبيب أعلن التوحيد وأسدى النصح وبين الحقيقة ، كان نفسه وكان لكل الناس قلب محب .
أعلن التوحيد صراحة وأصر على إيمانه صلابة فما كانت من غشاوة الأعين وظلام القلوب إلا أن جعلت من قلوب قومه أشد من الحجارة ولم يكتفوا بذلك بل رجموه أو قتلوه فمات بداء الحب .
العجيب أن حبيب وهو في الجنة مازال الحب يسيطر عليه حتى مع قاتليه فيقول ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين !!!
حبيب يتمنى أن يرجع ليصرخ في قلوب قومه ليتكم تعلمون
وهنا الفارق بين هدي السماء وبين من يدعون على غيرهم بالهلاك والدمار وربما هم من نفس الدين أو حتى المذهب وينحرون الإنسانية بلا وازع من دين أو ضمير !!!!
مشكلة الناس الغالبة في العلم والتعلم والمعلومة والإعلام ومن هنا بداية الحلحلة للأزمات ، ليست قضية الغالبية ضلال وإختلاف من أجل الإختلاف بل إن التعليم والإعلام والمعلومة هم من يشكلون الإطار الفكري ويكونوا أرضية إتخاذ المواقف وسبب التناحر والتقاتل ، ولقد تربع الساسة وجلاديهم ونخبهم وإعلامهم ورجال الدين على قمة هرم الصراع والكراهية في الأرض من أجل السيطرة والسيادة والإستعباد .
ذهبت لبعض الإسلاميين أو ما يسمى بالإسلام السياسي وجدته ابن لبيئة فيها المسلمون مستضعفون ومقدساتهم محتلة ، وشعوب سئمت الفقر والظلم والإستعباد والفساد ، كل ذلك وسط تطرف علماني وعداء للدين وكانت بيئتهم الإعلامية والتنظيمية والتي في الغالب تعمل في الخفاء لعدم السماح لهذا الفكر بالظهور والنقاش الموضوعي حوله والإستماع للمخالف المنصف ، فأصبح أتباع هذا الفكر أسرى لمنظريهم وكتب التراث الملغومة وإحتكروا الحق فكان تطرف ثم إكراه الآخر على حقهم المزعوم بالإرهاب .
ذهبت لبعض المسيحيين فوجدت إجتزاء للنصوص الإسلامية وتصرفات أغبياء من مدعي الإسلام يستغلها بعض رجال الدين لنشر الكراهية والتخويف من الآخر والإستعداد للصراع بإفناء الآخر
ذهبت لبعض الليبراليين والعلمانيين فوجدتهم أسرى للتاريخ الأسود لكهنوت الأديان وأفكار وأفعال المتدينين فكان سبب كل بلاء عندهم هو الدين ، أما الشيوعيين والإشتراكيين فمع مشكلة المتدينين والتي خلطوها بالدين كان لجشع الرأسمالية وضياع حقوق العمال والفلاحين وتفحش الإقطاع أكبر الأثر على تشكيل مواقفهم وأفكارهم .
ذهبت للبعض من الشيعة البسطاء من العامة وسألتهم كيف لمسلم أن يسب صاحب الغار وعمر صهر النبي وعلي وأم المؤمنين عائشة وكيف تشرك الله في ملكه إمام وما أشرك الله حتى النبي الخاتم الذي قال أنا عبد ؟
فوجدتهم ضحية المعممين والساسة وإعلامهم منذ عهد يزيد الذي شرع سب الإمام علي كرم الله وجهه حتى يومنا هذا، نعم ضحية وأكره جهلهم وسبهم ولا أكرههم بل أحبهم وأحاول أن أنير لهم بشمعة من سني عاشق لثرى آل بيت النبي عكس ما يعتقد بعضهم من خلال إعلام مغلوط عن النبي وعن أصحابه وأهل بيته الأطهار .
الذين كذبوا على عمر وأبوبكر بل كذبوا على علي وذريته الأطهار عليهم السلام .
ذهبت للفكر البعثي والقومي فوجدت شريفا يدل على أن القصة ليست في الفكر والأدبيات بل في لصوص الفكر الذين يستعبدون الشعوب باسم الفكر أو المعتقد وجدت رجلا يسمى حسن الخير من شدة إيمانه بالبعث في سورية سمى ابنه بعث ، ولما كان صادقا في فكره ووجد اللصوص يجلدون الشعوب باسم العروبة والبعث قال قصيدته الشهيرة والتي قطع لسانه وقتل من بني مذهبه وبلدته آل الأسد بسببها
عصابتان هما: احداهما حكمت ……….. باسم العروبة لا بعث ولا عرب
وآخرون لباس الدين قد لبسوا ……….. و الدين حرم ما قالوا وما ارتكبوا
عصابتان أيا شعبي فكن حذرا” …………. جميعهم من معين السوء قد شربوا
أيقبل البعث ان تثري زعانفه ………. باسم النضال ثراء ما له سبب
من أين جاؤوا به حقا وجلّهم ………. ما زانهم أبدا علم ولا أدب
ولا تشقق كف فوق معوله ………… في الحقل يوما ولا اضناهم التعب
أيها السادة وظيفة صاحب الرسالة أن يوضح رسالته ويقيم الحجة ويزيل اللبس ويكشف الحقائق ويخاطب العقول بما تلين به القلوب ومن بعدها لا سلطان على العباد إلا سلطان رب العباد .
أيها السادة إفتحوا النوافذ وعرضوا العقول التي أصابها العفن لأشعة الفكر الآخر وأخرجوا من شرنقة الأطر الفكرية والعقائدية والمذهبية وحاوروا الآخر بالحب ولتكن الحقيقة هي المبتغي والجدال بالحسنى وسيلة ولن يتفق البشر فتلك سنة الله ويوم الفصل يفصل بين العباد .
أيها المختلفون عددوا زوايا الرؤية لتتضح معالم الصورة وإن إستحال الإتفاق فلا داعي للإقتتال فما حرم الله شيء أكثر من الدماء الحرام .
أشهدكم أني أدين بدين الحب وأني أحب كل الناس وأحمل لهم مشعل هداية السماء حسب زعمي ولو أتاني غيري بما هو أهدى مما عندي سأتبعه .
أنا قلبي كله حب لكل رحم أمي حواء أكره الفعل ولا أكره الفاعل.
قلبي يرحب بالإنسان مهما كان ، مؤمن أو ملحد ، مسلم أو مسيحي أو حتى يهودي غير صهيوني .
سني أو شيعي ولا شرط لي سوي إحترام الآخر لي ولمعتقدي كما أحترمه وأحترم معتقده ، وسأترك الحرية لأبنائي عندما يكبرون أن يختاروا دينهم ومنهجهم بأنفسهم وإن إستطعت سأقدم لهم هداية الإرشاد فقط ومن ثم هم أحرار .
كم من حبيب النجار بيننا ، كم من مؤمن آل يس في أمة سورة يس ؟
ليست هناك تعليقات: