16 يونيو، 2015
هل حقا سيصوم المسلمون رمضان ؟
وعن أي شيء سيصومون ؟
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
لماذا رمضان و لماذا الصيام؟
هل سيزيد من ملك الله شيء إن صام الناس العام كله
؟
هل سينقص
من ملك الله شيء لو لم يصم أحد؟ جوع وعطش وصلاة وقيام وسهر لماذا؟
وما هي الثمرة المرجوة من الصيام؟
لعلكم تتقون ...التقوى..ما التقوى وما ثمارها؟
قال الشاعر..
خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
ولا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل
، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )).
وقيل فى التقوى أيضا :
التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو
ثواب الله
وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف
عقاب الله.
هل تفطر الروائح ، ماذا لو أذن الفجر وأنا
أشرب ، هل أصوم مع بلدي أم مع السعودية ، أفطر على بلح ولا تمر هندي ؟
البوسة تفطر ولا ؟
هكذا يلهو السائل والمسئول ولم أجد من يسألون
عن الدم الحرام في رمضان وعن الكراهية في رمضان وعن الرشوة في رمضان وعن أكل أموال
الناس بالباطل في رمضان وعن الظلم في رمضان وعن سرقة دين الناس بالفجور في رمضان وعن
منع الزكاة حتى جاع الفقراء في رمضان ، كل رمضان وأنتم في لحم الحمير تمرحون وفي لحوم
البشر تلهطون .
يستعد الوعاظ والمشايخ بتحفيز الناس على
تكرار الختمات وطول الوقوف في الصلوات ويفيضون في الفقه الظاهري للصيام مع أهميته وما
يباح للصائم وما هي مبطلات الصيام ولم أجد منهم من يقف عند الدم الحرام وعند الظلم
وعند الحقد وعند الكراهية وعند الإهمال وعند أهمية تدبر القرآن والعمل بما فيه ، فكان
الأهم عداد الحروف وكأن الله يريد متمتمين لا تغادر الحروف حناجرهم ولست أدري كيف يمرون
على آيات التفكر والتدبر وآيات النهي عن الظلم والقتل وأكل لحوم الناس ؟
إذا الأصل فى الصيام تربية وتهذيب للنفس
، وترويض لها على
المنع من أشياء محددة فى أوقات محددة إبتغاء رضا
الله فتعتاد النفس على الترويض بالمنع وتعلو الهمة وتشتد العزائم ،
فالصيام عمل سرى لا رياء فيه فهو لله وحده ، وهدفه الأساسي السمو بالنفس البشرية
وتربيتها على الطاعة إذ تمنع عنها ما أحل الله إبتغاء مرضاة الله.
وللتقوى ثمار عديدة إذا حققها العبد منها
أنها تعطى العبد القوة للتغلب على الشيطان
( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ
طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
ومنها زيادة الرزق
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ
كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (الأعراف:96)
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجاً(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
ومنها تفريج الكروب
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)
ومنها مغفرة الرحمن وجنته
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)
لو حاولنا إسقاط هذه المعاني الرائعة على
واقعنا ونحن على أبواب رمضان فهل سيصوم المسلمون ؟
هل هناك بارقة أمل لتحقيق التقوى أما أننا حولنا لركن من أركان الإسلام لمجموعة من العادات والطقوس ؟؟
أخلاقنا وسلوكياتنا تغيرت أم كما هي أم
إزدادت سوء؟
تمتلأ المساجد وتنتشر موائد الرحمن -كثير من منها
من عرق البغاء ومن أموال الرشوة والسرقة - وتختم المصاحف
تناسينا أن كل عمود فى الحرمين كان يحتوى فقيها ومذهبا
وكل عمود فى الأزهر يشهد بعلم عالم وفقه فقيه فضاقت علينا أنفسنا وأصبحنا شيعا وأحزابا
وكل حزب يحتكر الحق وكل بما لديهم فرحون .
حتى حرمة الموت وحرمة الجثث لم تسلم من
الظلم والحقد والتشفي .
يقول ربنا وإعتصموا بحبل الله ، ونحن نفترق ونتعارك بل
ويسفك بعضنا دم الأخر ويهتك بعضنا عرض الأخر
ونتشرذم
حتى أصبحنا كغثاء السيل ، وصدق من لا ينطق
عن الهوى.
يأمرنا ديننا بالوفاء ،وحسن المعاملة ونحن
نطفف المكيال ونغش
البضائع ونأكل أموال الناس بالباطل.
يقول المصطفى لا يدخل الجنة قاطع رحم ونحن
نأكل أموال
اليتامى والمواريث ونرمى الامهات فى دور
الرعاية.
يقول الرسول الكريم إذا إلتقى المسلمان
بالسيف فالقاتل والمقتول
فى النار ونحن نسبح فى بحور الدم ونقتل بعضنا من أجل منصب أو سلطان والكل يرفع راية
الدين !!
يأمرنا ديننا بحسن الظن وإلتماس العذر وإن
كرهت من أخيك سلوكا قبلت الآخر ونحن نتصيد الأخطاء ونتلمس العورات والعيوب ونشوه كل
من يختلف معنا .
كثرت صلاتنا وتعددت ختماتنا ، وتمتمنا ولم
نعى وكأن القرآن لا
يغادر حناجرنا ، ومشايخنا مازال خطابهم
عقيم إلا من رحم ربى،
لم نفهم حقيقة الصيام والقيام لم نتعلم
ما معنى رمضان ، زادت
مظاهر تديننا وتدنت أخلاقنا وساءت معاملاتنا.
لأننا لم نفهم مراد ربنا سبحانه من صيامنا
ولم نحقق التقوى
فحرمنا من ثمارها ، والمحروم من أدرك رمضان
ولم يغفر له
والشقي من لم يكن له من صيامه إلا الجوع
والعطش.
ومع قتامة الصورة وعودة الإسلام غريبا وضياعه من النفوس وإن بدت مظاهره فأقل ما على الفرد أن يعلن الصيام في نفسه وفي دائرة تأثيرة وأول الصيام هو الدم الحرام سفكا أو دعما أو تحريضا فما يزال المسلم في فسحة من دينه مالم يصب دما حراما فاللهم إنا نبرأ إليك من كل دم حرام ونستغرفك ونتوب إليك إن وقعنا سهوا أو عمدا في سفك الدم أو الإقرار به .
هل نويتم الصيام وعن ماذا ستصومون ؟
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: