مازالت حالة الفوضى المغلفة بالتنطع أحيانا وبالتفريط أخرى تجتاح عالمنا العربي والإسلامي وتشكل حالة من أعفن أنواع الخمور تغيبا لوعي أمة على حافة الهاوية وشعوبها غارقة في دمائها وهي تأكل الجوع وتشرب العطش .
خبر منشور إن صح عن وزير الأوقاف الجزائري يدعوا فيه لقياس الصيام على عدد ساعات الشتاء وهي ثماني ساعات وبالتالي يدعوا للصيام 13 يوما في الصيف فقط !!!!
الكارثة في الخبر أنه منسوب لوزير أوقاف الجزائر العربي المسلم والخطيئة الثانية أن الرجل لم يستند في كلامه إلى أي دليل من نقل أو عقل ضاربا عرض الحائط بكل الأصول المستقرة دون بينة مما يفتح الباب على مصرعيه لمزيد من الفوضى الهدامة .
الخبر الثاني إعتداء مدير أمن ولاية المنستير في تونس القيروان والزيتونة والخضر حسين على مطعم مفطرين في رمضان ، والإعتداء على فتاة موجودة بالمقهى والكارثة هنا أنه رجل أمن ومعه سيف القانون ولكنه تحول لقاضي !!!
الخبر الثالث من باكستان حيث وفاة المئات من الباكستانيين بسبب موجة حر وهناك أنباء عن عدم إغاثة المصابين بحجة الصيام !!!
وهنا نقف عند عدة أمور أولها حالة العته التي تصيب البعض بحجة التجديد وهم أقرب للتهبيل ، والأخطر غياب معاني العبادات وخاصة الصيام وأن حفظ الحياة أولى ، ولست أدري أين تذهب وعلى الذين يطيقونه ؟؟؟
القضية الأخرى وهي النهي عن المنكر بالمنكر وإحداث ضرر أشد في دول قوانينها ودساتيرها لا تصلح إلا لورق البفرة !!!
أما المفطر في رمضان فإما مريض أو يوشك على الهلاك أو عاصي متعمد أو رافض لفريضة الصيام ، ولكل هؤلاء يبقى السؤال ما هو المطلوب ؟
إثارة البلبلة والإستفزاز وعدم مراعاة البيئة أم الحرية الشخصية ؟
إن كانت الحرية الشخصية فالصيام هو العبادة التي لا تعرف الرياء ومن أراد تركها فليتركها دون إشاعة البلبلة والفوضى وأمره إلى الله ، أما إن كانت القضية تمرد وطعن فليكن القانون المتوافق عليه هو الحكم وليلتزم القائمون عليه به .
إن جهالة الذين يأمرون بالمعروف هي أنكر المنكر وما وجد المنهج البورقيبي وغيره في المغرب العربي أرضا خصبة إلا بظلم وظلامية المخالفين فوجد كثير من المظلومين من جهالة هؤلاء في منهجه خلاصا ، ومع حالات الفرنسة والهجمة الإستعمارية الفكرية أصبحنا مجتمعات بلا هوية وبلا جذور فتهنا .
سأفطر رمضان إن حالت صحتي وخشيت هلاكا أو عصيت وغلبتني شهواتي ونفسي ، سأفطر رمضان إن رفضته كفريضة أو حتى رفضت الإسلام ، لكنني سأحترم المجتمع الذي أقيم فيه وسأعتزل أطفالي الصائمين حتى لا يتأذوا من فطري ، وهنا أتذكر سنوات مضت وأنا بالمدينة الجامعية وكان معنا إخوة مسيحيين وكانوا يرفضون نزول المطعم إلا ساعة الإفطار معنا ، بكل تأكيد هم ليسوا صائمين ويتناولون الطعام والشراب في غرفهم ولكنهم كانوا يحترمون مشاعرنا .
كفى إفراط وتفريط وتغييب للعقول عن واقعنا المر بإفتعال أزمات لا معنى لها فصاحب الحق وطالب الحقيقة لا يعنيه الإساءة إلى الآخر وعدم إحترام مشاعره بل كل همه الوصول لحقيقة الوصول
ليست هناك تعليقات: