الشيعة والسنة ، تلك هي المعضلة الكبري التي تعاني منها الأمة الإسلامية .
حل المعضل الشيعي السني وعندما أتكلم عن الشيعي أقصد إما التشيع العلوي والذي أختلف أنا شخصيا معه في أمور ليست باليسيرة ، وأهمها الثقيفة والإمامة والمهدي الغائب ، وإما التشيع الصفوي إن جاز التعبير وأقصد به تشيع السب واللعن والتدليس والكذب على آل البيت وبث الكراهية والإعتقاد عند الغلاة بنقص القرآن والطعن بأم المؤمنين عائشة والغلو في الأئمة وما يسمى الولاية التكوينية وإتهام الصديق والفاروق بما ليس فيهما وسبهما .
حل المعضلة تلك هناك عند أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه .
أولا:
لست محقق ولا فقيه وليست قضيتي نقاش أكاديمي علمي ولا تعنيني الخلافات الفقهية بين المذاهب ، ولكني أطرح طرحا فكريا لا أطلب منه توحد التشيع والتسنن بل أطلب وحدة الشيعة والسنة ، وعدم نقل الخلاف الفقهي والعقائدي من دائرة أهل الإختصاص إلى دائرة العوام ، فنحوله من خلاف فكري حول النص وفهمه إلى حالة من العداء والكراهية يتبعها الخصومة والصراع ، نهاية بالدم الحرام ، فلا بائع الخضار السني وافق يزيد ، ولا أقر ما في الثقيفة ولا الفلاح الشيعي مسئول عن جرائم الصفويين في حق العرب عموما والسنة خصوصا ، لا يتحمل عوام السنة اليوم ولا بالأمس خطايا العثمانيين ولا العباسيين ولا الأمويين ،
ولا يتحمل عوام الشيعة خطايا الأمس وحقد اليوم الذي يمارسه البعض حتى على المنصفين من أبناء مذهبهم ، فكل نفس بما كسبت رهينة .
ربما يتهمني البعض بالسذاجة فالطرح وتبسيط المعضلة ولا أدعي أنني محقق ، ولست بصدد التفاصيل التي من المفترض أن الإختلاف فيها لا يفسد للود قضية ، ولكني أطرح طرحا للتعايش ونبذ الصراع والتعاون في المشتركات والسمو عن ضيق المذهب لرحابة الدين .
فيما يخص غلاة الشيعة والتشيع الصفوي إن جاز التعبير لا نطلب منهم سوى الكف عن السب واللعن والطعن وطرح محل الخلاف للنقاش العلمي بين أهل العلم ، فإن أصروا على ما هم به من أفكار فأمرهم إلى الله على أن يتوقفوا عن السب وعن إستفزاز مشاعر السنة وإستهدافهم على الهوية وذبحهم وذبح المعتدلين والمنصفين من الشيعة وخاصة العرب .
أما معتدلي ومنصفي إخوتنا من الشيعة أبناء عائشة والذين يقرون بعقائدنا وكل خلافنا معهم في الإمامة والمهدي والثقيفة وحديث الغدير ، فهولاء هم وجهتي بالحديث .
مات رسول الله صل الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه إمام الصلاة ، وكانت الشورى وتم إختيار أبو بكر رضي الله عنه وهنا إحتمالان لا ثالث لهما ، إما أن الصحابة إختلفوا حول فهم حديث الغدير وإجتهدوا وإختاروا الصديق وهذا ما أميل له ، أو أنهم علموا وصية واضحة من رسول الله لعلي وغصبوا حقه ، وهذا ما لا أظنه أنا ، وحل تلك المعضلة عند أمير المؤمنين كرم الله وجهه ففي كلا الإحتمالين فقد قبل علي ليث بني غالب ولاية الصديق ، وحارب الردة تحت خلافته ، وكان وزيرا للفاروق رضي الله عنه وكان سيقتص لدم ذي النورين زوج أختي الزهراء ، ولكن وفق الأولويات لسلامة الأمة ، فسواء كانت الإمامة حق لعلي ومن بعده ذريته من الزهراء ، أم أنها خلافة وشوري فقد قدم علي صالح الأمة وهنا الدرس ، فعلي لا يقبل زورا ويوافق على باطل وربما يتازل عن حقه لمصلحة الأمة ، فهل فيكم أتقى أو أشجع أو أعلم من علي عليه السلام ؟
القضية الأخرى هي الإمامة وقد إنتهى الأمر بغياب الإمام الثاني عشر وفق معتقدات إخوتنا الشيعة وليس هذا الأمر هو ما يستدعي شق صف الأمة ، فالمهدي عليه السلام متفق عليه بين السنة والشيعة ومحل الخلاف هل سيولد آخر الزمان أم سيعود والأولى أن نترك الأمر حتى يظهر المهدي عليه السلام وسيتبعه السنة والشيعة ووقتها أسألوه هل كان غائبا أم لا ؟
إن تجنيب العوام الخلاف الفكري والعقائدي وخصوصيات المذهب أول طريق من أجل النجاة ، ومن ثم إحترام ما عند الأخر ولو إختلفنا فيه ، والتأسي بآل البيت وأخلاقهم ومواقفهم وتاريخهم الصحيح وإهتمام المحققين بتنقية كتب التراث من المدسوس ويبقى كتاب الله وسنة النبي الصحيحة هما الميزان لتراثنا .
وفي نهاية طرحي أوجه رسالة لعوام السنة والشيعة .....
الحكم العام ظالم فلا يمكن إطلاق حكم على مذهب أو عرق أو دين .
أقول لعوام السنة إن هناك شيعة أبناء لأمهم عائشة ويترضون على الصحب وقرآنكم واحد وقبلتكم واحدة ونبيكم واحد ، فليس كل الشيعة سبابين ولا منحرفي العقيدة ،وهؤلاء أبناء المذهب الجعفري الذي أقره الأزهر منارة الإعتدال ومن هؤلاء من يقتلهم ويهجرهم ويستبح أعراضهم أهل السب واللعن والطعن من المجوس وذيولهم لا لشىء إلا لأنهم رفضوا بيع الوطن وبيع الدين والخوض في الصحابة ورفضوا التكفير والقتل على الهوية .
وأقول لعوام الشيعة كذبوا عليكم فوالله نحن السنة أبناء للحسين والحسن وعلي وعثمان وعمر وأبو بكر رضي الله عن الجميع ونعشق ثرى آل بيت النبي ونتقرب إلى الله بحبهم ، نهى أمير المؤمنين عن السب فحرفوا كلامه ، وتصاهر آل البيت مع الصحب وسموا أولادهم عمر وأبو بكر ، فأخلاق الحسن والحسين مرجعنا وكتاب ربنا حكم فيما إختلفنا فيه ، وما إختلفت في فهمه العقول مرده إلى الله ووحدة الأمة أهم من الإنتصار للمذهب
اللهم إجمعنا على الحق وألف بين قلوبنا وإهدنا الصراط المستقيم
بقلم د.عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: