الفيس بوك وشبكات التواصل الإجتماعي ، هل هي فعلا للتواصل الإجتماعي ؟
وفقا لنظرية المؤامرة والتي إن وجدت بالفعل فنحن أبطالها ولا ينبغي أن نعلق فشلنا وننشر خيبتنا على حبال المؤامرة ، فليس عيبا أن يلعب الكبار لصالحهم ليظلوا كبار ، بل العيب كل العيب على الصغار الذين يمكنونهم من ذلك ، وفقا للمؤامرة هل الفيس وغيره من مواقع التواصل أدوات لتلك المؤامرة ؟
لا أستطيع أن أدعي أنني أملك معلومة أو حقيقة ولكن كل حصيلتي تساؤلات ومحاولات للفهم .
آفتنا هي ثبات زاوية الرؤية مما يتسبب في حجب معظم معالم الصورة ويقود لتناقضات وصراعات ربما لو تعددت زوايا الرؤية وحاولنا رؤية كامل الصورة لتجنبنا معظمها إن لم يكن كلها .
نسمع كثيرا عن رسائل الفيس بوك المراقبة وبطبيعتنا كعرب نعشق الجنس فالخفاء وندعي ملائكية فالعلن ، وأكيد للبعض منا شطحاته على الرسائل فهل تستخدم تلك الرسائل والخصوصيات كابتزاز وتركيع وخاصة لأهل السلطة وصناع القرار ؟
اللجان الإلكترونية والصفحات والتي تستطيع شيطنة فرد وجعل الآخر ملاك وتستخدم التكنولوجيا والفبركات وأنصاف الحقائق وكل الأسلحة القذرة ، حتى تهنا وأصبحنا نشك في كل شيء وكل شخص وفي أنفسنا ، وإستفاد بنو إسرائيل من درس التيه فجعلونا هائمين على وجوهنا دون دليل ، وصدق الرسول الكريم عندما أخبر عن زمان يصبح فيه الحليم حيران .!!!
ألم تتسبب تلك المواقع بقدر أو بآخر في إندلاع الثورات ؟
في ظل غياب أي رقابة أو معايير مهنية يبقى تداول الإشاعات والطعن بالأعراض والذمم وربما بحسن نية عند الغالبية التي تظن أنها تنصر حقا ، وتصرخ وتضغط على المسؤولين الذين صمت آذانهم عبر تلك المواقع .
على الجانب الآخر حققت مواقع التواصل الإجتماعي طفرة في تجميع أصحاب الأفكار المشتركة وفي نشر الفكر الممنوع بحكم الظلم والقهر في بلادنا ، وفي إظهار أقلام مغمورة لأنها ليست من عائلة تلفزيونية ولا تملك الوساطات ولا تجيد هز الوسط فكانت مواقع التواصل الإجتماعي هي المتنفس الوحيد .
في مرحلة ما قررت تركيا حظر بعض تلك المواقع وهذا يدل على عمق تأثيرها وخطورتها على الدول والأنظمة ، وللأسف مشكلتنا أن انظمتنا سيئة السمعة وكل اجهزة أمنها في الغالب ما تستخدم لأمن الأنظمة وليس لأمن الدولة والمواطن ، فكل محاولة للسيطرة على تلك المواقع ستقاوم بشدة لأنها تعتبر محاولة لتكميم الأفواه وفرض الصوت الواحد .
إذا فحل تلك المعضلة يتضمن وجود إعلام قوي وقوته في مصداقيته وتنوعه واتاحته الفرصة للرأي والرأي الآخر ،
وتزكية الرقابة الذاتية وتبيان خطورة الكلمة، فهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم ؟
أما إستعادة الثقة في مفهوم الدولة وأجهزتها وأنها أجهزة لحماية الوطن والمواطن وليست لقمع المواطن فتلك الثقة كفيلة أن نصبح جميعا حماة لأوطاننا .
الفيس بوك ليس شيطانا فنرجمه وليس ملاكا فننقاد خلفه دون وعي إن هي إلا وسيلة إن أحسنا إستخدامها جنينا ثمارها وإن أسأنا فسنجني الأشواك .
ليست هناك تعليقات: