مساحة إعلانية

رمضانيات ...الكفر الحلو ...بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يوليو 01, 2014

من كتاب (قواعد العشق الأربعون) للمؤلفة أليف شافاق.
شمس التبريزي في اللقاء الأول مع جلال الدين الرومي وحوار مع القاضي ..


«فى أحد الأيام كان موسى يسير فى الجبال وحيدا عندما رأى من بعيد راعيا. كان جاثيا على ركبتيه ويداه ممدودتان نحو السماء يصلى. غمرت موسى السعادة، لكنه عندما اقترب دهش وهو يسمع الراعى يصلى.

(يا إلهى الحبيب إنى أحبك أكثر مما تعرف، سأفعل أى شىء من أجلك، فقط قل لى ماذا تريد.
 حتى لو طلبت منى أن أذبح لأجلك خروفا سمينا فى قطيعى فلن أتردد فى ذلك.
أشويه وأضع دهن إليته فى الرز ليصبح طعمه لذيذا..
ثم سأغسل قدميك وأنظف أذنيك وأفليك من القمل.
 هذا هو مقدار محبتى لك.
صاح موسى: (توقف أيها الرجل الجاهل، ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ هل تظن أن الله يأكل الرز؟
هل تظن أن له قدمين تغسلهما؟
هذه ليست صلاة. هذا كفر محض.

اعتذر الراعى. ووعد أن يصلى كما الأتقياء.
 فعلمه موسى الصلاة. ومضى راضيا عن نفسه كل الرضا.

وفى تلك الليلة سمع موسى صوتاً.
كان صوت الله: (ماذا فعلت يا موسى؟
 لقد أنبت الراعى المسكين. ولم تدرك معزتى له.
 لعله لم يكن يصلى بالطريقة الصحيحة، لكنه مخلص فى قوله،
 إن قلبه صافٍ ونيته طيبة. إننى راض عنه. قد تكون كلماته لأذنيك بمثابة كفر، لكنها كانت بالنسبة لى كفراً حلواً.

فهم موسى خطأه، وفى الصباح الباكر عاد للجبال ليجد الراعى يصلى لكن بالطريقة التى علمه إياها موسى.
 ولكى يؤدى الصلاة بالشكل الصحيح كان يتلعثم مفتقداً للعاطفة والحماسة كما كان يفعل سابقاً.
 ربت موسى على ظهره: (يا صديقى لقد أخطأت، أرجو أن تغفر لى. أرجو أن تصلى كما كنت تصلى من قبل.
 فقد كانت صلاتك نفيسة وثمينة عند الله).
 لم يشأ الراعى العودة لصلاته القديمة، ولم يلتزم بالصلاة الرسمية التى علمه إياها موسى.
 فقد اكتشف طريقة جديدة للتواصل مع الله.
 وبالرغم من أنه كان راضياً وسعيداً بإيمانه الساذج فقد تجاوز الآن تلك المرحلة، ما بعد كفره الحلو».

ختم التبريزى: «كما ترى لا تحكم على الطريقة التى يتواصل بها الناس مع الله، فلكل امرئ طريقته وصلاته الخاصة. الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر إلى أعماق قلوبنا، وليست المناسك أو الطقوس هى التى تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أو لا».
انتهي...
------------ ---------- 

مغزي الحادثة الأساسي هو قيمة الباطن ولا يمنعني هذا من محاولة تحسين الظاهر لكن ليس على حساب الباطن
فالباطن أولا وأخيرا.

هنا حقيقة العبادات ، وحقيقة الذكر ، وحقيقة المعاملات ،
بعيدا عن القشور الظاهرية المزيفة ، والتلاعب بالحروف والتقعر في النطق والتنطع في الفهم والسطحية في الفكر ، إن التأمل في معاني تلك الحادثة لكافي لإزالة الغشاوة عن الأبصار وإيقاظ البصائر .
كثيرا ما إنتشرت مطبوعات عن كيفية الصلاة والأخطاء الشائعة لم أرى مطبوعة تتكلم عن أخطاء القلوب وكلها مشغولة بوضع اليد والوقفة وشدة الأصابع ووو.
وقضية الصلاة علي النبي وكطبوعاتها والتي يتلاعب بها في لعبة سياسية قذرة لم تهتم إلا بتمتمة لسان ربما تتم أثناء معصية دون النظر لجوهر الصلاة على النبي فتجد ربما من يتحرش لفظيا بمؤخرة أنثي ويصلى على النبي !!!!

في هذه الكلمات علاج للتكفير ولسطحية النظرة وللقياس بمقياس بشري متجاوزين المقياس الرباني ، سبحان الرحمن الرحيم خلق الإنسان بيديه وكرمه على مخلوقاته 
وخبر صنعته ولطف بها فكان أرحم بها من رحمة الأم برضيعها .
إن الكفر المر الذي نراه ربما هو بعلمه الباطن ولطفه بالخفايا يراه كفرا حلوا.

                        بقلم د.عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام