أويس القرني صحابي وليس بصحابي وتابعي وليس بتابعي !!!
بضع وأربعون جرحا يستشهد بها أويس في صفين .!!!
مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء !!!
أكون في غبراء الناس أحب إلي !!!
---------------
أويس حضر زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره أو يصحبه فما كان تصنيفه بصحابي .
ما منعك يا أويس عن صحبة الحبيب ومثلي يظن ويزعم أنه لو عاش هذا الزمن ما فارق ظل محمد ؟
أويس تابعي حضر الصحابة وتعايش معهم ولكنه التابعي الوحيد الذي ورد في فضله حديث نبوي وظل أبو بكر يبحث عنه ولم يدركه وظل الفاروق عمر يبحث عنه حتى وجده ولقيه هو وعلي رضي الله عن الجميع وطلبا منه الدعاء والإستغفار ؟
عمر وعلي يطلبان من أويس الدعاء لحديث الرسول عن أويس أنه سيأتي أويس بن عامر من أهل اليمن كان به برص فشفاه الله إلا موضع درهم ، كان بارا بأمه لو أقسم على الله لأبره فمن يستطيع أن يستغفر له فليفعل .
إستغفر لعمر الفاروق ولعلي رضي الله عنهما وأراد الكوفة فأراد الفاروق أن يكتب لواليها فقالها أويس رضي الله عنه
<أكون في غبراء الناس أحب إلي >
عشر سنين عمر يبحث عن المغمور الأشعث الأغبر الزاهد أويس ليستغفر له !!!
أقف عند سيدي أويس وعند اليمن وأتذكر هدهد سليمان والملكة العظيمة بلقيس وأتساءل عن اليمن ، ماذا جري لكي يا مهد الحضارة ؟
أقف عند بر أويس بأمه والذي منعه من صحبة من ؟
صحبة النبي محمد عليه صلاة ربي وسلامه ، فقد كان رفيق أمه وخادمها وطبيبها وبصرها وخاف إن تركها ليلحق بالنبي أن تهلك فبرا بها حرم نفسه نور محمد ، وماتت أمه بعد وفاة الصديق فخرج للمدينة وإلتقى بعمر وعلي رضي الله عنهما وقصد الكوفة .
بر الأم يمنعه صحبة النبي الخاتم والنبي الخاتم لا يأمر بجلد ظهر أويس ولم يتهمه بالكفر والزندقة ولم يهدر دمه بل يذكر في فضله حديثا يخلد ذكره ويجعله خير التابعين ، ونحن لو أدار أحدنا ظهره لعظيم لكانت نهايته .!!
أويس لو أقسم على الله لأبره ببره لأمه ، فتبا لكل عاق لوالديه
وبترت يد تمتد على الوالدين ، وهيهات فلاحا لمن أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخلاه الجنة ..
أويس لم ينازع عمر الخلافة ويتخذ من حديث رسول الله زريعة ولم يقبل توصيه عند حاكم الكوفة ورفض عطية عمر .
أويس ادار للدنيا ظهره ولو سألها الله لأعطاه مفاتيحها .
أويس كانت عبادته فكرا وتفكرا وزهدا ، وعمر وما أدراك من هو عمر يبحث عن أويس ليستغفر له !!!!
أويس يرفض عطايا ويعيش في الظل لا يصارع على منصب ، ولا خلافة ولا يدعي لنفسه فضلا ، وهو الذي لو أقسم على الله لأبره ، وعندما يري الحق يجود بنفسه نصرا للحق فيلقى الله شهيدا في صفين ..
في أرض العراق وما أدراك ما أرض العراق ؟
العراق الذي قصده السابقون في الإسلام وحملة راية التوحيد وكان مهدا للفكر وللتفكر واليوم يبكي كما بكي سابقا عليا والحسين .
واليوم يتم تفجير مرقد أويس القرني في حقد دفين وغباء مستحكم
ومشهد يوضح عمق الأزمة .
يروي عن أويس أنه أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من النار
فمن أنا حتى أسالك الجنة ..لله درك أيها العابد الزاهد .
وأنه كان كان عندما يفرغ من صلاته يدعو ..
اللهم إني أعتذر إليك من كل كبد جائعه فإنه ليس لدي إلا تلك اللقيمات وأعتذر إليك من كل جسد عار فإني لست أملك الا ما على ظهري من هذا اللباس.
أويس يصب النار على رؤوس الأغنياء والحكام والخلفاء والزعماء ، فيتبرأ الضعيف الزاهد الفقير من الأكباد الجائعة ، ويعتذر عن الأجساد العارية في وقت أكل الزعماء والأثرياء الأكباد الجائعة ، وجلدوا الظهور العارية ، وظنوا أن كثرة الإعتمار والحج تغنيهم ، ولما لا ، فلم يعرف منهم أحد من هو أويس القرني ..؟؟
إن الأمة الإسلامية اليوم في صراعاتها المذهبية والفكرية والسلطاوية في أمس الحاجة للوقوف للحظات مع تلك السيرة الندية لخير التابعين الذي فضل أن يتوه وسط عباد الله في طريقه للوصول إلى الله ، ونفض يده من الزعامات والصراعات ولكنه كان جنديا للحق فعاش مغمورا في سبيله ومات شهيدا في سبيله .
أنه المجهول في أهل الأرض المعروف لأهل السماء والذي لو أقسم على الله لأبره، أويس القرني رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا برفقته في مستقر رحمته وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين وعلى الآل والصحب والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
ليست هناك تعليقات: