مساحة إعلانية

أحفاد هابيل ... بقلم د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 28, 2014


إليك يا ريتا وإلى كل ريتا من أحفاد هابيل أخط تلك الكلمات التي صارت واهية عنكبوتية بعد أن صدأت الضمائر وتعفنت الذمم.

إليك يا حفيدة هابيل أسكب عبراتي حروفا نازفة تئن وتشتكي إلى الله .
ريتا ليست مجرد اسم أو حالة بل هي رسم محفور في ذاكرة التاريخ  منذ فجر الخليقة تحكي ظلم أحفاد قابيل لأحفاد هابيل .

ريتا ملاك طاهر لم تقترف إثما فهي من ذوي الحالات الخاصة فضلا عن مرضها العضوي.
لم تخرج يوما لتهتف ضد السيد حسن ولم ترفع يوما صورة الحريري،  لم تقتل في العراق ولم توقع على بيعه لإيران وأمريكا ولم تكن حتى من المقاومين ، لم تتسبب في فصل السودان ولن تنخرط في ميليشيات الصومال، لم تنتمي يوما للقاعدة ولم ترفع يوما مصفحا ولم ترتدى صليبا .

ريتا ملاك بشري أنعم الله به على أم صابرة كان قدرها أن تكون الأم والأب والأمن والحنان والحامي من الذئاب.

ريتا تختنق أنفاسها ويعاندها الهواء وتأبى رئتها العليلةاستقباله ؛
فتحمل الأم ابنتها وتجوب بيروت بحثا عن شهيق لفلذة كبدها ومن مستشفى إلى أخرى بحثا عن رشفه من الأكسجين تفشل الأم في وجود سرير لابنتها وتعود بها تعانى الاختناق لتواجه قدرها في بيتها 
بعد أن عجز الهلال والصليب الحمر عن إغاثتها .

ريتا رمز لأحفاد هابيل الذين لم تشفع لهم مظلومية جدهم ومازالوا يعانون الظلم في عالمنا الإسلامي اسما والعربي لفظا .

ريتا لجأت للهلال الأحمر وللصليب الأحمر <وكأن اللون الأحمر أصبح لعنة فلم تجد مجيب .>

كرهت اللون الأحمر بعد أن عاد لونا للدماء صبغ ليالينا وأيامنا 
وما زال أحفاد قابيل يمارسون جريمة جدهم الأولى، الجريمة التي قتلت الإنسانية في مهدها .

لا تحزني ريتا فلستي مريضة بل هم المرضى لا تحزني فالسيد مشغول ببناء القبور وخصومه مشغولون ببناء القصور وكلاهما يعيش مقبور في ظلمات جدهم قابيل .

امسحي دموعك فالمطر قد انتهى زمانه وقد غسلت دموعك عار البشرية العارية .
ابتسمي فأنت الملاك في عصر الشياطين وإن ضاقت بك الحياة فهناك الحياة حيث لا قابيل ولا أحفاده ستنعمينوتهنأين.

ابتسمي واسخري من الأقدار فمازال ذكر جدك هابيل هوالشذى الوحيد في حياة رائحتها صارت قبيحة.

أشكو إليك يا ريتا عقم كلماتي وبرودة دموعي وضعف صوتي وقلة حيلتي وقيود محكمة تدميني.

أشكو إليك وإلى أحفاد هابيل من إخوانك في عالمنا المنكوب ظلم جدي قابيل وخطيئته التي ما زالت تلطخ ثوبي بدماء جدكم 
كم ريتا ضحية في عالمنا المر ؟
وكم قابيل  يبني  القبور للشعوب والقصور للنمور ؟






بقلم د.عاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام