الرئيسية
»
مقالات وخواطر الأريام
» الخنجر الأخير.....بقلم د.عاطف عتمان
الخنجر الأخير.....بقلم د.عاطف عتمان
جئت جاثيا علي ركبتي في محراب الحبيب مستعطفا.. قلت مجنون أنا مسحور وإن شئت فقولي مخبول.. أقبل بما تقبلين وأرضى بما ترضين.. إن بعتي يوما فأنا المذنب المهزوم... إن غارت جوارحي فمن قلب متفحم مهموم. جئتك حبيبتي مكسور عسى أن أخرج من محرابك مجبور...... جئتك بدمع جف من قلبي بعد أن علا الأنين ومازال قلبي ينبض بالحنين . غفرت ماضيا علك تغفرين ورضيت المذلة علك تقبلين توسلت بعشقي بجنوني بسحري المعقود . أقسمت عليك برحمة من مات بعز عزيز وبآهاتي وتنهدي .فهل أخرج من محرابك مكسور؟ إن ذل لساني من آهات جرح مجروح وإن غضبت يوما وهويت ففي الهوى قد هويت منذ اليوم الموعود.. ألا تذكرين يوما العصفور الأسير والطفل يلهو به ويعبث وفى قدميه قيود العبيد فاشتريته لكي هدية من حبيب .. .ففككت قيده وبسم الله أطلقناه حرا من جديد ... ألا تذكرين ..؟ قبر أمنا الحبيبة هناك من بعيد ....ونظرة طافت بها روحها حولنا وأوصتك بالحبيب.. ألا يجذبك الشوق ليوم سرت فيه على الشوك وكتبت أشواقي بدم الأشواك ...؟ ألا تذكرين يوما هجرتي ويوما بعتي ويومامحوت ذكري من دفتر المحبين.. واليوم الأسود الذي وضعتين فيه في الدنا ورفعتي العبيد .... لم أعي ولم أفهم ورجعت إليك من جديد. أقول مولاتي أقبل بما تقبلين وأرضى بما ترضين وكان ذاك يوما المنى والمراد في سابق الزمن العنيد ... فلما جثتي قلبي على ركبتيه ورفع راية التسليم وقال أحتاجك فأنى سقيم، جسدي حبيس وروحي هزيلة .. نظرتي باستعلاء وربما شماتة لم ترد على خاطري يوما وقلتي.. عرضت عليك ما جئتني به فاستكبرت وكنت في ظلالك القديم ... واليوم تأتى راكعا ...ها ها ها .... دعك منى وعش في ضلالك القديم ...فقد اتخذت قراري ومضى عهد العويل.... فكم أنت صغير ومريض .فكيف أقبل بك وحولي الكبار من كل صنف يتمنون الرضا من قريب أو بعد ... عدت لصومعتك أيها الراهب أو المترهب فمثلك عن دنياي بعيد بعيد .... أنا الكبيرة العظيمة ملء الكون والأكوان ولدى مزيد فكيف لي أنا من صعلوك مثلك إلا ركعوك وقد تم ما أريد . وكان الخنجر الأخير وكانت طعنة النهاية وسال دمى في محرابها فأنبت الصبار على قبري وصار محرابها قبري مزارا للعاشقين ومأوى لأهل السبيل..
ليست هناك تعليقات: