فى منتصف الليل والبرد قارس والأطراف تكاد تتجمد جفاني النوم فلبست البالطو الصوف الجديد وكان قلبي مشتعل بعد أن ألهبه كلام خسيس سمعته عن صديقي الصدوق ورفيق الروح وإرتعدت أطرافي خوفا على صديقي من غدر اللئيم ومع برودة أطرافي كان بركان النار يغلى فى صدري ..
فتحت باب الشقة ونزلت أخفى أطرافي داخل البالطو الصوف وأعانق لهيب البرد والصقيع عسى أن يبرد من حرارة صدري المشتعل وقصدت صديقي ...
ذهبت لصديقي الصدوق وطرقت بابه بأطراف أناملي .
.فتح لي والدهشة تكسو عينيه ووجهه مختفى خلف البالطو الصوف -شقيق البالطو الذى أرتديه -ورأسه تختفى داخل قلعة حصينة عبارة عن طاقية تشبه طواقي الإسكيمو...
دخلت شقة صديقي وجلست أمامه فى غرفة الصالون وقبل أن يسأل عن سبب الزيارة فى هذا التوقيت قلت له محذرا غدر اللئيم الذى يظنه نديم وأخبرته بخوضه الرخيص
في عرضه النفيس.
تغيرت ملامح صديقي للون باهت بعد أن خلع الطاقية وأصبح وجهه أصفر أشبه بليمونة معصورة مرات ومرات حتى جف مائها
وفجأة ومع صوت رعد فى السماء وأضواء برق أخفت عني صفار وجهه .
قال لي وصوته مختلط بصوت الرعد الذى بدأ يشعرني بشعور غامض .. أصمت يا خسيس...!!!
إنه هو الكريم وأنت إبليس .معه المصالح وعندي هو
الصادق كفاك وأصمت أو أرحل..
أصابني ما يشبه التجمد الذهني للحظات
فإستطرد هو قائلا ..
أنا لا أخلط الأمور فمهما يكون فالمصالح معه والمجد المنظور عندي أغلي من كل الأمور..
وقام واقفا فى إشارة أنني أصبحت غير مرغوب.
وأنا فى سكرة لا أستوعب ما قال ولا ما كان ولا حدود المكان فإنصرفت مسرعا وفى وسط الأمطار والصقيع واصلت طريق العودة لا أدرى كم إستغرق المسير لحظات أم ساعات فقد فقدت بوصلة الزمن .
ومع شدة البرد أغرقني العرق الغزير وكدت أشهق الشهقة الأخيرة وأحدث نفسي بصوت مسموع كالمجنون عفوا يا نفسي أهنتك من جديد !
ودخلت غرفتي لا أدرى ما حدث ولماذا وكيف ذهبت وفيما رجعت وقمت بخلع البالطو الصوف شقيق بالطو من كان لي يوما صديق ورميته بعيدا فسقط على الأرض مع سقوط دمعتي الأولى ملتهبة حتى أنها تبخرت قبل وصولها لمجراها على خدودي وأصابتني نوبة من الضحك الهيستيري ...
هههههههههههههههههههههههههههههه
ليست هناك تعليقات: