الإيمان الغائب ...
غاب صياح الديك
عنى وخاصم آذانى فأذانى بعد أن كان فى الماضى
يداعبها إيذانا بشمس جديدة تكشف ظلمة الليل
البهيم ...أين ذهب صوت الديك ..؟
هل غاب خلف القضبان وغلت يداه سلاسل السجان أم أن الليل إستطاع
بقوة بأسه وعنفوان ظلامه أن يطمس الصبح فلم يحن بعد موعد الصياح ..!
صوت العراك بين شعاع الفجر الأبيض الصافى وعتمة الليل القاتمة السواد يملأ الأفق ضجيجا وصراخا...وبعد صراع مرير ولكمات
والعديد من الطعنات ...
يتغلب شعاع الفجر وينبجس النور من بطن الظلام ويصيح الديك
بصياح مكتوم بعد ولادة غير طبيعية ومتعسرة على غير عادته وكأنه مجبر عليه بحكم العادة غير مختار ...
فكان الصباح غير كل صباح فى الأفق قد لاح ...أين الصباح الذى
كان....؟
حينما كنت أجالسه
وأراه فى وجوه الناس التى تغيرت وأصبحت مظلمة فى وضح النهار ...!!
آلاف المآذن وعشرات الصلبان ..وقصيرو الثوب واللحى فى الميدان
..وهذا يحمل مصحفا ويهمهم والآخر بين يديه إنجيل ويتمتم...
همهمات وتمتمات لا تغادر طرف اللسان ..وغابت عن عينيَّ طمأنينة الإيمان وغاب عن الأرض السلام
وطال الغياب ...
ماذا جرى فى الدنيا وأين ذهب الإيمان ..؟
عيناى ترى ظواهر من مظاهر وقلبى لا يبصر الإيمان هل غاب
عنا الإيمان أم تاهت البصيرة عن قلبى ؟
..نفسى مفتقدة للسكينة وللحب الذى كان يقطر من العيون رحيقه
وتظهره الشفتان ..
وليس لى إلا الإنتظار..
إنتظار صياح الديك تغريدا وبشرى بعودة الإيمان ...
***
ليست هناك تعليقات: