فى غياب الدولة وسلطتها وغياب القانون تزداد يوميا معاناة المواطن المصرى ..
المعاناة لم تعد تقتصر على الطبقات الفقيرة والمعدومة فقط بل طالت مخالبها ما يسمى بالطبقة المتوسطة وإن كان وجودها محل شك ...
غابت الدولة المصرية وغيابها طال وتاريخ غيابها ربما يسبق 25 يناير وإن كان الغياب بعدها بدا واضح أكثر وعانى منه الجميع .
غابت لما نفضت يدها وقامت بتصفية القطاع العام والسماح لحيتان السوق بالإحتكار دون وجود آلية رقابة واضحة ولا بعد إجتماعى واضح لعملية الخصخصة ودور الدولة فى حماية مواطنيين أكل منهم الفقر وشرب ..
يوم فى الإسكندرية عروس البحر الأبيض سابقا بدأ بأكوام الزبالة التى تملأ الشوارع ورؤساء الأحياء يتبخرون داخل مكاتبهم
ويبدوا أن المجارى أخذت على نفسها عهدا أن تساعد أكوام الزبالة فقلما تجد شارع بالوعاته غير طافحة ...
أما المواصلات فى ظل غياب الدولة وإختفاء النقل العام وإنسحاب المينى باص لأسباب مجهولة يقع المواطن فريسة لبلطجة السائقين وإستغلالهم الفج ..
فسائقوا العربة الصغيرة المسماة توناية قرروا إلغاء عملة النصف جنية ..وأصبح اللحلول -وهو دلع الجنيه-هو شعار المرحلة ...
فى ظل غياب الدولة وإختفاء القانون فى بيات طال يركب الطالب من العجمى حتى كليته فى سابا باشا بخمسة جنيهات بما يعنى إثنى عشر جنيها يوميا مواصلات ...
ببساطة يحتاج المواطن المطيع الذى إستمع لنصيحة المرحومة كريمة مختار ونظم الأسرة لطفلين إلى حوالى 900جنيه مصروف جيب لولديه بعيد عن مصروفات التعليم والأكل والدواء والكساء والسكن و ووووووو...
ويبقى السؤال كيف يتم هذا المكلوم شهره وكم هو دخله ؟؟
لن أعرج على الأسواق ولا أسعار السلع فمعاناة المصريين تحتاج كتب وكتب وليست مجرد كلمات ..
غابت الدولة وغاب القانون وطفح الفقر على السطح مما ينذر بكوارث قادمة ..
ربما يدرك الساسة وتدرك النخب أن المعاناة اليومية للمصريين
لا تجنى إستقرارا وتهدد بإنفجار لن تحمد عقباه
ربما يتعلم رجال أعمالنا من بيل غيتس ويدركوا أن إتساع الهوة ووصول الأوضاع المعيشية لدرجة الصفر سيدفعون هم ثمن باهظ فيه ..
فليربحوا وليكسبوا ولكن برحمة حتى يظل المستهلك ينبض قلبه فسيتهلك وإلا فموته بوار لسلعتهم وليقوم كل منهم بدوره المجتمعى والتكافلى ...
ويبقى المواطن المصرى فى إنتظار عودة الدولة وسيف القانون وحضن الوطن ....
ليست هناك تعليقات: