من كتاب أريام أفكارى وأنين قلمى ..
......
.......د.عاطف عبدالعزيز عتمان
......
.......د.عاطف عبدالعزيز عتمان
الأميرة...
نظرت إليها خلسة وهى تمتطتى صهوة جوادها شديد البياض كسحابة
من القشطة على سطح اللبن يسيل لها الشوق أنهارا ..كان الحرس يحيطون بها كما تحاط الوردة
بالأشواك ويظل عبيرها لا تحده حراسات ولا تحجبه أسوار..هلت نسمة بحرية فتراقصت خصلات
شعرها فغارت منها أشعة الشمس وإذا بسحابة أميرية تحجب الشمس وتصبح مظلة أميرية ترافق
تمايلها يمنه ويسرة فتعزف فى السماء سينفونية تعانق سينفونية حركات الأميرة وكأنى بالسماء
تعانق الأرض فى لحن الخلود ..هل إكتفى الكون بوجه الأميرة شمسا وبخصلات شعرها أشعة
...؟
أم تعاطفت السحابة مع الأميرة فكانت مظلة ربانية تقى بشرتها
الحريرية غزل أشعة الشمس الصريح الذى ربما يخدش طفولتها العذرية ...!!!
حملت الرياح عطر الأميرة ورأيته كدخان البخور يتراقص فى خفة
حتى داعب أنفاسى ...
وما أن تنفست عطرها حتى حبست أنفاسى محتفظا بعبقها فى أحشائى
وخوفا أن أتركه زفيرا فلا ألقاه مرة أخرى وقد أهدانى القدر إياه على سفينة هوائية
ربما لا يجود القدر
بهديته مرة ثانية ..
كدت أختنق وروحى أوشكت أن تغادر جسدى وكلى إصرار على الموت
وعطرها يخترق أحشائى فموتى وعبيرها بين أضلعى خير من حياة كالأموات أحياها ...
وعلى غير موعد حمل إلى القدر طوق النجاة ....؟
شعرة من خصلات شعر الأميرة جائتنى مهرولة عبر نسمة بحرية
فى خطى أسرع من النسمة تسابق الزمن حتى تدركنى وتنقذنى من مصير محتوم ..
هل جاءت لتحينى وتعطينى أمل اللقاء ..؟
أم لتبقينى لعذابى وأنينى ؟...
أمسكت بالشعرة بين إصبعى فإنطلق زفيرى بعد أن بلغ الوتر مداه
وتنفست بسرعة محاولا قطف زهور عبيرها مرات ومرات
وعاودتنى الروح مرة أخرى وكانت روحى هى الشعرة..حبل
الوصال المنشود
ليست هناك تعليقات: