مساحة إعلانية

دكتور عاطف عتمان يكتب ....المتمجدون

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 22, 2013
المتمجدون مصطلح إستخدمه صاحب طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد شهيد الحرية عبدالرحمن الكواكبى ليصف تلك الطبقة النفعية التي يصنعها المستبد لتكون أدواته فى بسط سطوته على الأمة ...

يعرف الكواكبى التمجد- بأن ينال المرء جذوة نار من جهنم كبرياء المستبد ليحرق بها المساواة فى الإنسانية ...
أما عن المجد فقد عرفه الكواكبى  على أنه إحراز المرء مقام حب وإحترام فى القلوب- وأن المجد هدف مشروع للنبلاء والشرفاء ولا يتأتى إلا بالبذل إما فى سبيل الله أو الوطن أو الإنسانية والبذل إما بالمال أو العلم أو النفس ..وبذل النفس هو بذل النبلاء وأرفع درجات المجد نالها ألئك الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الآخرين...


التاريخ الإنساني حافل بطلاب المجد والذين حملوا مشاعل الحق والعدل وضحوا بأنفسهم من أجل الحق وألئك سطروا تاريخهم بحروف مضيئة فى الوقت الذى رمى فيه بالمتمجدون فى مزبلة التاريخ ...
نعود للمتمجدين 
وما أدراك ما المتمجدون فهم أساس كل بلاء وأعمدة كل ظلم وفساد وأعداء العدل والإصلاح ...
المتمجدون أو النفعيون أو أدوات الدولة البيروقراطية إن جاز التعبير هم صناع المجد الزائف للمستبدين والسياط التى تجلد الرعية وهم صنيعة المستبدين لتثبيت أركان عروشهم ..
تلك المجموعة التي تجيد التملق وتتقن التلون كالحرباء وتحترف تزييف الحقائق وتسكير العقول فتحول صاحب السمو لأمة بأكملها 
تبكى الأمة لبكائه وتضحكها لضحكاته وتلبس إرادته إرادة الأمة 
فيصبح الإنتصار لذاته إنتصار للأمة وتحول النكبات لفتوحات والإخفاقات لإنجازات ..

هؤلاء النخاسين صنيعة المستبد وأدواته وربما هم من يصنعوا المستبد ليظلموا بإسمه ويستبدوا وينهبوا ويرتعوا فى الأرض فسادا على شرفه ..

وفى أيامنا تلك تتكون البيروقراطيات العفنة من المستبد وحزبه وذيوله لتحكم السيطرة على مفاصل الدولة الإدارية وتربط مصلحة النظام ورأسه بمصالح ألئك المتمجدون وزراء  كانوا أم غفر ..
وهنا يخلق المستبد الآلاف وربما مئات الألاف من المتمجدين -كلاب السلطة التي يسيطر بهم من أجل إستمرار عرشه لأطول فترة ممكنة -

المستبدون يختارون تلك الطبقة بعناية كبيرة .من بين معدومي الضمير والأخلاق وربما معدومي الإنسانية  ومن أهل الثقة والخضوع .
فهؤلاء هم نخاسين المستبد
 ويحذر المستبد طلاب المجد والأحرار أشد الحذر فالظالم لا يأمن إلا من هم أظلم منه ..
وكما يشبههم الكواكبى رحمه الله ...
المتمجدون فى يد الحاكم كالمصحف فى خمارة أو المسبحة فى يد زنديق...

وذكرني ذلك بما يذكر أن أحد الرؤساء سأل عن أحد الوزراء فلما عرف نزاهته قال لهم وسخوه وهاتوه !!!

فى الدولة الديموقراطية التي تحكم فيها الأمة والتي لا يأمن فيها صغير ولا كبير من العقاب والتي تتحكم الأمم فى مصيرها ولا يتحكم بها فرد أو جماعة لا مكان للمتمجدين ولكن الساحة مفتوحة لطلاب المجد وأهل العزائم وأصحاب الكفاءات ...
أما دولة المستبد  ونياشينه ومناصبه وألقابه فهي للخدم والعبيد وأهل الثقة والطاعة الذين أطلق عليهم الكواكبى المتمجدون هؤلاء السماسرة يتاجرون باسم الوطن والدين والأمة ففى سوق نخاستهم لا مكان لقدسية أي شيء

النظام المستبد يفسد كل من حوله بل يحاول إفساد رعيته وكسر إرادتها وإذلالها أمام أنفسها فيفقرها ويسمح لها بالرشوة والسرقة والفساد حتى يكسرها أمام أنفسها ويخضعها لأطول فترة ممكنة ............
ويظل المتمجدون مصاصوا دماء الأمم هم السوس الذى ينخر فى عظامها ويبقى الأمل معقود على طلاب المجد والتحرر لتستعيد البشرية حريتها التى فطرها الله عليها فما لبث بعض الناس إلى إستعباد بعضهم البعض وإستبداد أفراد بمصير الأمم والشعوب بواسطة المتمجدون ..

اللهم إني أعوذ بك من جلد وكثرة المتمجدين 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام