مساحة إعلانية

دكتور عاطف عتمان يكتب ..سنوية الرئيس والسيناريوهات الغامضة

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 29, 2013

باقي من الزمن ثلاثون يوما على التقريب وتمر الذكرى الأولى لتولى الدكتور مرسى سدة الحكم ..
مرت المائة يوم الأولى والثانية والثالثة وأعتقد أن الرئاسة والجماعة والحزب والجمعية لم تفى حتى بنصف الوعود ..
تعهد الرئيس بوعود المائة يوم الشهيرة ولا أظنها أوفى بها ..
تعهد الرئيس بحل المشاكل اليومية من أمن ونظافة ورغيف عيش والمرور والوقود ..
كما تعهد بتكوين مؤسسة رئاسة تشمل كافة أطياف النسيج الوطني وتشكيل حكومة موسعة برئاسة شخصية وطنية على كفاءة عالية وتعهد بتخفيف حمل الضرائب عن مليون ونصف أسرة وزيادة الرقعة الزراعية وتخفيف الأعباء عن كاهل الأسر والإرتقاء بالعملية التعليمية والإهتمام بالبحث العلمي وبتوفير 700ألف فرصة عمل سنوية وبزيادة معاش الضمان الإجتماعي وزيادة عدد المستفيدين منه ...
وتعهد بزيادة الإنفاق على الصحة وتطوير مظلة التأمين الصدى وأخيرا تعهد الرئيس بضمان حقوق المرأة والقصاص للشهداء وإستكمال أهداف الثورة والإلتزام بتطبيق مشروع النهضة 
وعد الرئيس فهل أوفى ....؟

تمرد قطاع عريض من الشعب على الرئيس فى سنته الأولى ونشأت حركة شعبية بإسم تمرد وقامت ومازالت مستمرة فى جمع التوقيعات التي تدعوا لإنتخابات رئاسية مبكرة وتسحب الثقة من الرئيس بعد فشله فى تحقيق معظم إن لم يكن كل وعوده 
..
وإكتسبت الحركة زخما كبيرا وتزداد أعداد الموقعين يوما بعد يوم وتستهدف الحركة الوصول إلى 15مليون توقيع فى سنوية الرئيس ..فهل تنجح تمرد فى التوقيعات والحشد لليوم 30 يونيو ..؟

الخطيئة الكبرى التي تقع فيها المعارضة والحركات الثورية من وجهة نظري هي تكرار لخطأ 25 يناير وهو عدم الإعداد للبديل 
فالثورات التي لا تعد بديلا ما تلبث أن تتحول لإنتفاضة تغير رأس وفروع النظام لتأتى وجوه جديدة تنبت على نفس الجذور القديمة ..

سيناريوهات 30يونيو ...
السيناريو المفضل لدى الجماعة هو فشل المعارضة فى الحشد ومرور اليوم كما مرت ذكرى 25يناير الماضية ولو سالت بعض الدماء فدمائنا أصبحت أرخص من البكاء عليها وإذا تم هذا السيناريو ستكتسب الجماعة ثقة ولو مرحلية وستمضى قدما فى سياستها وستتراجع القوى السياسية المعارضة ولو لبعض الوقت ..

السيناريو الثاني وهو الكابوس التي لا ترغب أن تراه الجماعة الحاكمة أن تنجح تمرد فى جمع التوقيعات مما يسبب على أقل تقدير زلزال سياسى ويضع الرئيس فى موقف لا يحسد عليه 
أما إذا نجت تمرد والمعارضة فى الحشد فستصبح الخيارات مفتوحة ..
هل ستظل الحشود تحت السيطرة وهل يصطدم المعارضون مع الموالون ...؟
وماذا لو دعى الرئيس لإنتخابات رئاسية مبكرة ؟ 
لو رجعنا لأقرب خارطة إنتخابية هل يعود شفيق ليخوض المعركة 
أم يتحالف صباحي وأبوالفتوح والقوى الثورية للخلاص من مرسى وشفيق ...
وهل يكون صباحي وأبوالفتوح على قدر المسؤولية ولو على حساب نفسيهما أم أن أبوالفتوح هو الشوكة المزروعة فى ظهر المعارضة وأنه تكتيك سياسى لصالح الجماعة ..؟
هل يدرك صباحى أن عبدالناصر لن يتكرر وأن الرجال هم من يصنعون الزعامات والتزعم لا يصنع الرجال.....

هل تمر سنوية الرئيس بسلام أم تراق الدماء فى نخب السلطة ..؟
وتبقى السيناريوهات مفتوحة وأختم بالسيناريو الأخير الذى يبدوا خيال يجول فى خاطر كاتب لا يوجد أي مؤشر على حدوثه 
......
يخرج السيد الرئيس يخطب فى شعبه وفى القوى السياسية 
ويعتذر عن خطايا المرحلة السابقة ويقر بوجود إخفاقات وإحتقان ويعلن أن صوت تمرد قد وصل إلى عقله وأنه فهم الرسالة 
ويعلن الرئيس بداية مرحلة جديدة تبدأ بقيادة مرحلة إنتقالية للبناء يتم فيها تنحية الأيديولوجيات والأوزان المزعومة ويعلن تشكيل حكومة وحدة وطنية وإدارة حوار وطني مفتوح وفتح الباب لإقرار دستور توافقي وقانون إنتخابات عادل ويفاجىء الرئيس الجماهير أنه لن يترشح مرة ثانية وأنه سيكتفى بقيادة مرحلة إنتقالية تؤسس لدولة المؤسسات وسيادة القانون وينهى فترة حكمة بإنتخابات حرة تتنافس فيها الأحزاب الأيديولوجيات بعد مشاركة الجميع تحت قيادته العادلة فى وضع قواعد اللعبة السياسية ...

أعتقد لو تحقق هذا الخيال على أرض الواقع ستخرج المعارضة والمولاة للإحتفال إيد واحدة بسنوية السيد الرئيس...

أعود من الخيال إلى أرض الواقع ممنيا النفس أن تمر سنوية الرئيس بخير على مصر وبلا دماء...اللهم إعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
                   د عاطف عبدالعزيز عتمان

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام