مساحة إعلانية

من قلب الميدان ..مشهد من رواية حكاية مصرى ..عاطف عبدالعزيز عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مايو 28, 2013


 يا الله  إنه الأستاذ أشرف الإخوانى الكبير   ومن القادم نحوهما إنه الشيخ إسماعيل السلفي ومعه قس مسيحي يا الله  .. صورة بديعة ترسمها وجوه مصرية
سلم مصري عليهم وأخذهم بالأحضان وسألهم عن حال الفردوس وأخبار الأهل والأصحاب  وهم يتبادلون التحية دخل أسامة ومعه رائحة الأزهر الوسطية فأحتضنه مصري بعمق   حضن أظهر الشوق واللهفة وأرشدهم لمكان العيادة الميدانية وسلم عليهم وأكمل المسير لأن شمس الحرية كانت تنتظره من بعيد
ومن بعيد رأى وجها يألفه ولكنه لا يتذكره ...إعتصر ذاكرته وبعد عناء تذكر تلك الفلاحة المصرية التى كانت فى القطار فى الرحلة الأولى ورأى نفس الضحكة الصافية التى تعاند بها كل الأقدار
وبجوارها كانت المفاجأة ...إنهما الوجهان الذي ظن مصري أنهما  نخاسان فى سوق النخاسة فى رحلة القطار الأولى ....
ما أتى بهما ..هل كان سوء ظن منه ؟؟
أم أنهما جاء يتطهرا من خبث السنين ...؟
أم يحاولان النخاسة فى الميدان من جديد ؟

إجتمع فى التحرير المصرين بكل طوائفهم ليس الدرجة الثالثة فقط ولا المهمشين وأصحاب المظالم و لا السياسيين والمسيسين فقط ولا الناشطين فقط
فركاب البريمو  حضوروا وتلاحموا فى ملحمة تاريخية مع ركاب الترسو وتقاسموا زجاجة ماء واحدة ولقمة خبز واحدة وتكاد تكون المرة الأولى التى تجمع تلك الأصناف التى تشكل نسيج الوطن والتي باعدت بينها المسافات والفوارق الفكرية والإجتماعية والطبقية والإختلافات الأيديولوجية .....
هنا قلب  مصر النابض وليس قلب القاهرة ..
هنا ترى النوبي من أقصى الجنوب وسمرة وجهه الباسمة وطيبة قلبه وفطرته النقية .
هنا الصعيدي بشهامته ورجولته ونخوته يقدم العون للمحتاج ويغيث الملهوف .
..هنا القاهري إخواني وسلفي لا تميز هيئته ...هنا القبطي مسلم ومسيحي ..

هنا ربيع العمر من الشعر الأبيض وهنا براءة الأطفال ..
هنا المفكرة والشاعرة والأديبة ..هنا بائعة البيض والخضروات والأيادي الخشنة
 هنا الريف والحضر هنا كل صاحب أمل وكل عاطل عن عمل
هنا طلاب الحرية وراغبى العدالة والباحثين عن العيش والكرامة
هنا نفوس ضاقت بالهموم وسئمت الضعف وآمنت بأنفسها بعد الله .
هنا مصر ..قلب واحد وجسد واحد وأمل واحد ..تخافتت وخفت الأعلام إلا علمها.
تضائل بجوار حبها كل العصبيات والفئويات والنعرات والأيديولوجيات

هنا تلك السيدة المصرية الأصيلة تلك الدندنة العصرية  التي توزع البطاطين وزجاجات المياه ...وسيارتها مليئة بالأدوية والمساعدات الطبية وتصطحب معها فلذة كبدها يساعدها ويعينها  فهي لا تجود بالمال فقط ولكنها تشترى الحرية بنفسها وأولادها

هنا عمر مكرم يستيقظ من السبات ويهتف مع الشباب تحيا مصر
هنا ساندوشات الفول التى قيل عنها كنتاكيات وطعمها بالحرية أشهى من أفخم المأكولات
هنا أجندة واحدة وليست أجندات هنا مصر فى قلب الجميع وهنا المصريات ..

نظر مصري فى محيط عيون مصرية وقال هنا إستعدت نفسي ووجدت قلبى وأصبح لعمري معنى ..
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام