مساحة إعلانية

حكاية مصري ....لقطة من الرواية فى الفردوس ...بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان يناير 16, 2013


قرية الفردوس
قرية  فى الريف المصري وهى فعلا فردوس بموقعها الذى يطل نهر النيل
 ويكون  سحر النيل هو المنظر الأول التي تراه العيون فى الصباح وخاصة أن الشمس تشرق بأشعتها الذهبية على سطح النيل فى الصباح  فتنعكس الأشعة الشمسية بلونها الذهبي على صفحات الماء فتسحر نظر الناظر وتخلب قلب العاشق وتفتح بحور الخيال ..

الفردوس قرية ريفية تعتمد على الزراعة وتربية الماشية ويعتمد ساكنوها فى  طعامهم على منتجات الألبان ومنتجات  الحقول من حبوب وخضراوات  وعلى الطيور المنزلية التى تربى بكل منزل وتتغذى على الحبوب وبقايا الطعام وما تجود به الأرض من حشائش و عشبيات

خبزها هو الخبز البلدي المخبوز فى هذا الفرن المصنوع من الطين والذى يستخدم الخشب والحطب فى تشغيله  فيعطى للطعام مذاق  خاص ...
ويتنوع الخبز فيها بين ذلك المسمى قديدا أو العيش الناشف  وهو الشعبي والأرخص تكلفة  والأطول عمرا لأنه يحفظ جاف ويستخدم أيضا لعمل الفتة سواء باللبن أو الشوربة تحت طبق الأرز ...
وهناك البكاكيم أو القرص المعمولة من الدقيق الأبيض والسمن الفلاحي وهذه أكثر تكلفة وتعد من الرفاهية وتستخدم فى الإفطار أو فى سحور رمضان إبتهاجا بالشهر الفضيل ..
ناهيك عن الرقاق والفطير المشلتت وهذه أغذية المناسبات .
سكان القرية معظمهم من الفلاحين وقليل من العمال والصيادين
تربطهم علاقات جيرة أو مصاهرة أو قرابة ...

يوم الجمعة هو عيد القرية حيث تجتمع العائلة على الغداء بعد صلاة الجمعة وفى الغالب تكون غدوة دسمة تستضيف إما من اللحوم أو البط أو الدجاج ولربما تجود البنية
-البنية برج صغير منزلى للحمام-
بزوج أو زوجين  من الحمام ....

أفراح القرية مميزة ..يميزها التكافل الإجتماعي وما تسمى بنقطة العريس وهى أموال يتم جمعها من المدعوين وتسجل فى كراس كل حسب المبلغ الذى دفعه وتعتبر دينا يرده العريس للدائن فى مناسباته المختلفة وتميزها الوليمة ويقوم بها طباخ مهنته أكل الأفراح وتركز على اللحوم والحلويات...

الفردوس قرية متدينة فطريا بعيد عن الغلو و الإفراط أو التفريط..
تفرح وتعلو الزغاريد والأغاني
وقلما يقوم أحد بإحضار عوالم لأن ذلك غير مقبول فى عرف الفردوس ومن يفعلها يكون ساقط من نظر الكثيرين
 حتى المقهى الموجود بالبلدة لا يرتاده سوى العاطلين والمنحرفين ..

والكوارث أيضا فى الفردوس لا تخلو من التكافل فأعز ما يملك الفلاح هي جاموسته أو بقرته..
فلو كسرت الجاموسة أو مرضت تذبح ويتم توزيع لحمها على سكان القرية بمقابل مادي حتى يتم جمع ما يعين الفلاح على شراء حيوان جديد .
فالجاموسة هى مصدر للغذاء وللأموال من  ببيع منتجات الألبان ..هى من تقوم بحرث الأرض وريها ..هى روح الفلاح ...
وفى أخلاقيات الفردوس فى هذا الزمن أنه فى حالة حدوث وفيات
يحضر الجميع الجنازة ويصنع الأقارب والجيران الطعام لأهل الميت وللمعزين الغرباء ويكون العزاء بمنزل المتوفى إلا فى حالات نادرة فعلية القوم يحضرون  الفراشة  و المقرئ ويقيمون سرادق العزاء

أما العامة فكانوا يكتفون بصوت الشيخ محمد رفعت أو الطبلاوى ليقيمون عليه العزاء فى حوش المنزل وأمامه
وكعادة الدنيا لا تخلو من المنغصات
فالفردوس فيها من الجهل والمشعوذين وفيها خلافات وصراعات بسبب الإنتخابات من أول العمودية حتى مجلس الشعب ..
فهي قرية فى هذا الوقت تعيش إيجابيات وسلبيات المرحلة ......

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام