مساحة إعلانية

خطيئة الإخوان فى حق الإخوان وحق الأمة ...بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 22, 2012
بموضوعية أحاول أن أتحلى بها دائما فالإخوان ليسوا ملائكة ولا هم شيطان ..هم تنظيم بشرى لهم وعليهم ..
ولابد من التفريق بين دعوة الإخوان تلك الدعوة الإصلاحية التي نبتت بذرتها فى أرض فقيرة وترعرعت عبر السنوات 
وحمل هذا الفكر ..الفكر الإسلامي الوسطى المستنير الذى يحاول إعادة البوصلة تجاه حقيقة وجوهر الدين ....قمم من المفكرين والعلماء والمصلحين حتى وإن لم ينتموا تنظيميا للإخوان بل من المصلحين والمجددين من كان يحمل لواء إحياء هذا الدين حتى قبل إنشاء جماعة الإخوان المسلمين ....
نفرق بين الدعوة وأدبياتها التي نشأت مع الأفغاني رحمه الله ومحمد عبده وبين تنظيم الإخوان الذى أسسه الشهيد البنا والذى مر بمراحل متنوعة فكريا وسياسيا والذى خرج عن الجماعة الكثير من كبار عقولها لإختلافها مع التنظيم والأشخاص والفهم وليس خلافا مع الدعوة ولا الدين..
فصل الشيخ محمد الغز الى من الإخوان  قبل حل الجماعة مع آخرون ولم يكن هذا هو الفصل الأول أو الأخير فى مسلسل فصل وعقاب المخالفين ...
وتوالت السنوات وجاء اليوم الذى ملك الإخوان سدة الحكم ..
لا ينكر منصف تاريخ الإخوان ولا تضحياتهم  ولست ممن يدخل النوايا ليحكم هل كانت تضحياتهم مخلصة أم أجل السلطة ..
لا ينكر منصف دور الإخوان فى حرب 48 وفى حرب الإنجليز ....
وهنا مكمن الداء
تلك كلمات الشيخ الشعراوي رحمه الله عن الإخوان....
كنتم شجرة ما أروع ظلالها وأورع  نضالها رضى الله عن شهيد إستنبتها وغفر الله لمن تعجل ثمرتها....
وهنا الخطيئة الكبرى للإخوان من وجهة نظري ..تعجل الثمرة .
ترك الإخوان التربية والتثقيف والتعليم ونشر الرسالة لحساب السلطة التي قسمت المجتمع وفرقت أطيافه..
نسى أو تناسى الإخوان بعد الثورة التي فاجأتهم وأربكت حساباتهم أننا فى مجتمع تغلغل الفكر الصهيوني فيه  حتى أنهك عقول الكثير وإستوطن الأخرى ..وإشترى ثالثة...
نسى الإخوان أن المفترض أن يكون هدفهم الأول هو الحرية وليست السلطة فالحرية هي من تضمن للدعوة التربة الخصبة والماء والهواء حتى تتربى النفوس على سيرة رسول الله وتتشرب القلوب حب الإيمان بالأفعال والمعاملات فضلا عن الدروس والخطب ...
حسن البنا رحمه الله درس التربة جيدا فحول الصحراء الجرداء إلى أرض يمكن أن تزرع ..درس التربة والمناخ فتعامل بحرص وحب مع الصحراء حتى يجود باطنها بالماء ..
أما إخوان اليوم فقد تركوا الزراعة وإستصلاح الأرض مشغولين بحصاد ثمار خضراء غضة 
وبدلا من حمل الفكر والرسالة ومشعل النور للجميع وإستعطاف الصحراء حتى تجود بالكثير من باطنها ..حملوا لواء الحزب والسلطة فتقسم المجتمع وإنقسم وأصبح صراع سلطة ونفوذ ومصالح ..وكادت الرسالة أن تضيع ..
ولكن الله حافظها بحفظ كتابه  حملها من حمل وتركها من ترك ..
والكارثة أن نقسم المجتمع المسلم لفسطاط إيمان وفسطاط كفر فمن معى مؤمن وحامى حمى الدين ومن ضدى علمانى حاقد 
إن كان هناك خوف من الدين أو الشريعة فالإسلاميون هم المسؤولون ..لم يكونوا خير رسل لأعظم رسالة ..
وخلافنا مع أشخاص أو فهام أو أفعال ليس خلافا من شريعتنا وحتى القصور فى فهم الشريعة عند البعض نتيجة قرون الإستعمار الصهيونى لا تعنى أبدأ عداء للشرع..
أيها الإخوان عودوا إخوانا ...










د عاطف عتمان 22/7/2012 الإسكندرية 
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام