د عاطف عتمان
القرية المصرية هي الوحدة البنائية الأولى فى المجتمع المصري والقرية التي فقدت كثيرا من عذريتها مع فقدان الطبيعة عذريتها..وإن كانت القرية مازالت تحتفظ برائحة من عبق الماضي مقارنة بالمدن ..
حالة الإستقطاب الحاد والإنقسام فى المجتمع المصري وخاصة عقب الإنتخابات الرئاسية الأخيرة تتمثل فى القرية بصورة أوضح منها فى المدن والمناطق الحضرية..
وتتجلى فى القرية خطايا الديموقراطية ..فترى المال السياسي واضح وضوح الشمس وترى إستغلال الفقر والحاجة وقلة الوعي ..
فى القرية تتجلى العصبية العائلية والدينية ..وترى شيئا عجيبا
حيتان الماضي والمتنازعين على المصالح والسيطرة والنفوذ وأعداء الأمس أباطرة الحزن الوطني المنحل يجتمعون بعد عداء وتنافس وتنابذ يوحدهم الباطل ليحاولوا الحفاظ على مناطق النفوذ ومكامن ضعف العباد حتى يظلوا عبيد ...
اللهم إني أعوذ بك من جلد الفاجر وعجز الثقة ...دعوة الفاروق التي أستحضرها كلما رأيت جلد الفجّار وإصرارهم على باطلهم وهذا مبرر لأن معركتهم معركة حياة أو موت وحتى فى الموت فهم يعلمون أنه لا نصيب لهم فى الآخرة فيستميتون على الباطل حتى النفس الأخير..
العجيب هو أمر أهل الحق والشعور بعجزهم وعدم إستماتتهم على الحق..وتفرقهم وقصر نظر بعضهم وتوهمه أنه هو الحق وهو فقط ..
من هنا إستعاذ الفاروق بالله من جلد الفاجر..
فى القرية المصرية ترى الصورة أكثر وضوحا أخ يخاصم أخاه وإبن يعق أباه وصديق يهجر صديقه وجار يعادى جاره وكان ذالك يبدوا مبررا بعض الشيء فى إنتخابات العمد قبل أن يعينوا أو فى إنتخابات المحليات لوجود المتنافسين فى مكان واحد
ولكن الغريب فى الأمر حدوث تلك التصدعات فى بناء القرية بسبب إنتخابات الرئاسة السابقة..
وأنا لا أعجب من موقف أعضاء الحزن الوطني المنحل أو من أصحاب المصالح ولكن العجب كل العجب من ألئك المستعبدين الذين يحنون لقيود الرق بل يقفون فى صف واحد مع الجلاد وكأنهم إستعذبوا طعم الذل فكرهت ألسنتهم تذوق طعم الحرية
ومن هنا وفى القرية المصرية ترى خطايا الديموقراطية بلا ساتر أو قناع
مضت الإنتخابات فاز من فاز وخسر من خسر ولكن الرواسب وتبعات زلزال الرئاسة ما زالت تزلزل وجدان القرية المصرية ومن خلفها كيان الوطن
ولم يتبقى لن لنعبر تلك الحالة إلا قول الحق سبحانه
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً
وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ
أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم
بِنِعْمَتِهِإِخْوَاناً
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا
كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات: