مساحة إعلانية

عمر الإنسان.. هل يختصر الحقيقة ؟

عاطف عبدالعزيز عتمان ديسمبر 21, 2025

 


ستون أو سبعون سنة؛ هي جُلُّ عمر الإنسان.. ربعُها طفولة، وثلثُها نوم، وربعٌ آخر في تعليمٍ عقيم لا يكترثُ بفهم ماهية هذا المخلوق العجيب وأبعاده؛ هذا فضلاً عمن يختطفه الموت طفلا أو شاباً!
كونٌ فسيح، ومجراتٌ، وكواكبُ، ونجوم.. أيعقلُ أن يكون كل هذا الوجود بلا معنى إلا لهذا الجنس البشري؟
وما قيمة تلك السنوات الزهيدة في عمر الزمان السحيق؟

لن أتحدث عن الميراث الجيني، أو المعتقد الديني، أو الإرث العقلي، ولا عن نصيب المرء من الصدمات؛ فبالتأكيد هناك ما هو أبعد من هذه الحياة الظاهرة، حتى وإن عجزت عن إدراكه الحواس.
إن هذا التناقض الصارخ بين محدوديتنا وعظمة الكون هو ما يولد فينا غُصّة الحيرة!


ولعلَّ قيمة حياتنا لا تكمن في أمدها مقارنة بعمر الكون، بل في قدرتنا الفذة على التساؤل، والتأمل، واستشعار الجمال، وبذل الحب، والكدح في طلب المعرفة.. هذا "الوعي" بذاته هو المعجزة الكبرى، حتى وإن كان برقاً عابراً.


فهل اقتنعت يوماً أن القصة تبدأ وتنتهي عندك وعند أيامك المعدودة، أم أنَّ في الغيب فصولاً لم تُقرأ بعد؟

إننا لسنا مجرد ذرات غبار في مهب الكون، بل نحن المراقب الذي يمنح لهذا الكون معناه.
فالعين التي تبصر النجم، والقلب الذي يرتجف أمام شساعة المجرات، هما الدليل الأكبر على أن القصة أعمق بكثير من مجرد بضع سنين نقضيها تحت الشمس... هناك ما هو خارج هنا وهناك.

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام