أمرهم شورى بينهم؟
الشورى تلك القاعدة الإسلامية العظيمة التى طبقها النبىّ الأعظم عليه صلوات
ربى وسلامه
والتى تشدق به الكثيرون دون أن يعون المعنى الحقيقى للشورى
نلاحظ أمرهم ..من هم ؟
بينهم...من هم؟
لو الأمر خاص بالمنزل فأصبحث هم معنى بها أهل المنزل
ولوالأمر يخص حزب أو جماعة أو طائفة أصبحت هم تخص أهل الحزب أو
الجماعة أو الطائفة
أما عندما يخص الأمر وطن أو مجتمع أو أمر عام لأمة
فهم هنا تعنى عموم من يخصهم الأمر وليس الأمر حكرا على حزب أو أيديولوجية
لتتشاور فيما بينها وفيما تعتقد هى لتقرر مصير الجميع..
والشورى محصلتها الخروج برأى يعبر عن الغالبية ويجمع مميزات كل الأراء
الفردية ويتلافى عيوبها ومن هنا يخرج الرأى فى أكمل صورة ممكنة
وتكمن الفائدة فى تعدد الرؤى والأراء وليس التطابق والتبعية فالحكمة تقول
لو أن إثنان متطابقان فى الآراء فلا حاجة لأحدهما
فأمور الوطن تحتاج شورى وطنية وحوار وطنى شامل يأخذ فى الإعتبار كل الأراء
والتوجهات ويخلص إلى قاسم مشترك إن لم يجمع الجميع فليس أقل من أن يجمع السواد
الأعظم ويحقق مصلحة الوطن كله
يتباهى إخواننا فى الإخوان بمجلس شوراهم هم وأنهم مؤسسة وأمرهم شورى بينهم
وهم محقون فى ذالك مادام الأمر يخص الجماعة وحزبها أما إذا كان الأمر يمس مستقبل
وطن فمجلس شورى الإخوان هنا واحد من المخولين بالتشاور وليس صاحب قرار فنحن هنا
بحاجة لمجلس شورى وطنى ليتشاور ويقرر المصلحة العليا للوطن..
وتلك خطيئة الإخوان والسلفيين فى تشكيلهم للجنة الدستور..
وبدأ الإخوان يعترفون بأخطائهم المنبثقة من مجلس شوراهم فى المرحلة الماضية
من عمر الثورة وتقديراتهم الخاطئة لبعض الأمور وهذا شىء محمود فالرجوع للحق فضيلة
ولابد من الإستفادة من أخطاء الماضى فأمور الوطن فى حاجة إلى شورى حقيقة
شورى من مجلس شورى الوطن وليس مجلس شورى جماعة أو حزب
فأمرهم شورى بينهم....
د عاطف عتمان
ليست هناك تعليقات: