مساحة إعلانية

كش ملك...؟بقلم د عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان أبريل 18, 2012

كش ملك...؟
مصر بعد الثورة هى طاولة شطرنج كبيرة
وتدار اللعبة فيها من طرف بذكاء ودهاء واضحين وطرف أخر ما هو إلا رد فعل متأخر مفعول به وليس فاعل..
طرف إمتص الموجة الثورية على عتبات قلاعه
وفتت الموجات موجة موجة حتى لم يتبقى إلا الزبد                  فى لحظة فارقة رفض فيها الشعب الضيم والذل ونبذ الخلاف والفرقة وخفتت الرايات الحزبية والفئوية وعلت راية الوطن
فسقط طاغوت العصر وتحول المنافقون من نفاق الطاغوت إلى نفاق الثورة والثوار...قرأ العسكر المشهد بذكاء فاق ذكاء الساسة وأداروا طاولة الشطرنج بمهارة..عضموا للشهداء فخاطبوا عاطفة الشعب ونالوا ثقة الجميع وبدأت جذوة الثورة تخمد شيئا فشيئا
وبدأت اللعبة على نار هادئة كارت الإخوان والسلفيين فهم الأكثر تنظيما والأكثر قدرة على تحريك الشارع فتم اللعب بهم وفك عرى الوحدة الثورية وبلع الإخوان والسلفيين الطعم وسبحوا بحمد العسكر ودعوا لهم على المنابر وبدأت عساكر الشطرنج تتحرك مرة فى إتجاه كنيسة ومرة فى تكريم للشهداء وأخرى على أعتاب مجلس الوزراء  وأخرى لزعزة ثقة العامة فى الثورة وماجلبته عليهم من فوضى وضيق عيش وأثناء ذالك تم تحريك الفيل الممثل فى جهاز الأمن الوطنى ليستعيد لياقته وفى الوقت نفسه بدأ الحصان الممثل فى الداخلية المنهارة يجرى عمليات إستعادة اللياقة..
باعت قوى الإسلام السياسى الميدان  وزادت حدة الإستقطاب السياسى وتفرق دم الشهداء بين القبائل ولم ينبهم سوى دقائق الحداد
وجاء البرلمان وتم تأمين إنتخاباته بصورة مزهلة وإكتسحت تيارات الإسلام السياسى  وإنتقلنا لنوع من الصراع بين عساكر المعسكر الواحد شرعية الميدان أم شرعية البرلمان وأثناء كل ذالك والدم المصرى يسفك ومعسكر الثورة المضادة يستجمع قواه
وليس حال القوى المسماه بالمدنية بأحسن حالا فهى مخترقة بالمعارضة الكارتونية البائسة ومنقسمة على نفسها
رفضت القوى الوطنية المادة 28 وقبلتها قوى الإسلام السياسى
رفض شباب الثورة الجنزورى وهللت له قليلى الخبرة من تيارات الإسلام السياسى
وبدأ المايسترو مرحلة ملاعبة الإخوان والسلفيون فقد حرق كرتهم بفوزهم فى البرلمان منزوع الصلاحيات وأخذ منهم مايريد وبدأ الجنزورى وحكومته صاحبة مجزرة بورسعيد يخرج لسانه لبرلمان الثورة ...
وبدأ إستخدام الطابية واللعب بالدستور والسماح للإخوان السلفيين بالإستحواذ عليها حتى يكرههم طوب الأرض التى يسيرون عليها
ويغتروا بمجلس حكم حله فى الأدراج..
ويكشر الإخوان عن أنيابهم ويدفعون بوزيرهم الشاطر على الطاولة ويقولوا للجميع كش ملك
ولكنهم لم يتعلموا أن يصبحوا فعلا بعد فدائما يكتفون برد الفعل وبدل من أن يعوا الدرس ويعودوا للقوى الوطنية المخلصة جزء منها وليس مسيطرا عليها رموا بكل كروتهم كتاتنى البرلمان هو كتاتنى الدستور ومعاه شاطر الرئاسة
وكانت لطمة حكم المحكمة ببطلان كتاتنى الدستور
وجاء الوزير من الطرف الأخر لا لشىء إلا ليخرج الشاطر من الطاولة ويخرج لسانه لأهالى الشهداء ويدعم مرشح معين بطريقة غير مباشرة على مبدأ نار عمرو موسى ولا جنة سليمان
ويخرج بصحبة الضحية أبوإسماعيل ليهدىء من روع أنصارة ويقول كش ملك للإخوان السلفيين
ومازالت اللعبة ومستمرة والثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة إلا لو بعثت فيها الحياة من جديد
ويبقى السؤال من سيختار رئيس مصر القادم؟
دعاطف عتمان
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام