المؤامرة
لا يمكن لعاقل
أن ينفي على الإطلاق نظرية المؤامرة التي تم إعلانها منذ تأصيل صراع الحضارات ، كما أنه
من العبث أن نتجاهل سعي الصهيونية العالمية ليس فقط السيطرة على العالم إقتصاديا وعسكريا
بل السيطرة على الكون الفضائي المنظور وإخضاعه لحرب كونية منتظرة ، ولا يمكن تجاهل
الكميتريل والهارب وما يثار عنهما .
الكميتريل هي تلك
الغازات التي يعزي إليها التغير المناخي والإحتباس الحراري ونشر بعض الأوبئة ، والهارب
هو ما يقال عن إمكانية إثارة زلازل وعواصف صناعية كسلاح تدميري ، الكاتب الأمريكي نعوم
تشومسكي له مؤلفات في فضح الهيمنة العسكرية الأمريكية على الفضاء يمكن الإطلاع عليها لتصور طبيعة وحجم الخطر .
لن أقف عند المؤامرة
التي ربما تخرج خيوط لعبتها عن أيدينا ولكنني سأقف عند الجزء الآخر وهو دورنا في التآمر
على أنفسنا .
لقد نجح الصهاينة
في إختراق عقولنا وضمائرنا ومجتمعاتنا بعمالة عميل وجهالة جاهل وجشع لص فاجر ، فأصبحنا
كالدبة التي قتلت صاحبها ، وما أصبحنا فيه نتاج لعمل حقود لعقود وقرون تم إلقاؤنا في التيه
بلا شاطىء منظور .
حتى الدين الذي
ميزنا في مرحلة ما وجعل منا أمة وسادة وأصحاب هوية وحضارة تم العبث به ليصبح أكبر أدوات
التدمير الذاتي .
بعد فخ بريطانيا
الأخير والذي شمت فيه المغفلون في ذكرى وعد بلفور اللعين من القوة الإستعمارية السابقة
وأحد أضلاع عدوان 56 إتضحت جليا خيوط المؤامرة التي نستخدم وقودا لها ونحرق بها أنفسنا
.
من الممكن أن أتفهم
رفض بريطانيا للنظام المصري بحجة الديموقراطية وربما لو قطعت العلاقات وسحبت السفير
لإنطلت علينا الحجة ، أما أن تدعوا للزيارة وتنصب الفخ وتستغل حادث الطائرة التي وإن
سقطت بقنبلة أو صاروخ فأكيد أن تلك التقنيات لا تملكها إلا أجهزة إستخباراتية قوية ، وتصريحاتهم عن تصنتهم ومعلوماتهم عن الحادث تترك علامات الإستفهام حائرة ؟؟؟
وردة الفعل المبالغ
فيها مقارنة بحوادث إرهابية وسقوط طائرات عديدة في حوادث سابقة !!
أما جماعة الإخوان
التي لا تعنيها ثورة ولا وطن وتنحصر كل مساعيهم للإطاحة بالسيسي حتى يأتي الرئيس المؤمن
فيقبلوا يده ويجدوا ما يرجعون به من نصر زائف لقواعدهم علي طريقة الرئيس المؤمن السادات ، الذي كان عضوا في محكمة الثورة التي جعلتهم يسبوا ويلعنوا عبدالناصر ثم يقبلوا يد السادات !!! يفعلون ذلك بغض النظر عن الوطن
ومخاطر بقاؤه ويظنون بغباء أن حالة الإحتقان التي نعيشها بسبب الإدارة السيئة وسرقة
ثورة الشعب أنها حنين لسنة حكمهم وهم واهمون فهم جزء أصيل من سرقة حلم 25 يناير وصلبه.
نعم هناك مؤامرة
وعلينا الجزء الأكبر من مسؤوليتها حكاما ثم شعوبا .
على حكامنا الإحتماء
بشعوبهم وتضيق الفجوة والإنحياز الواضح والكامل للسواد الأعظم من الشعوب المطحونة والتطهر
من دنس الإعلاميين المأجورين والضرب بيد من حديد على أيادي لصوص أقوات الشعوب ، وعزل
الفاسدين والوجوه القبيحة التي ما تزال تتصدر وهي من ستشكل البرلمان لأنهم ينافسون
أنفسهم تقريبا في ظل عزوف شعبي ، وستدفع مصر ثمن تصدر هؤلاء. على الحكام مخاطبة الشباب بخطاب
مختلف يزرع فيهم الأمل ويرفع عنهم الوهن .
على النخب والإعلاميين
الواعيين الشرفاء قيادة وعي حقيقي والقيام بدورهم بنقل صوت الناس للحاكم وليس تبرير
خطاب الحاكم للناس .
علينا ان نعارض
ونرفع الصوت ضد الفساد والتقصير بموضوعية وتجرد حبا للوطن لا رغبة في هدمه نكاية بالحكام
وعلى الحكام أن يسمعوا بوعي ويدركوا أن الخطر الأعظم في ضعف الجبهة الداخلية .
ربما الآمال كانت
كبيرة وخاصة بعد حلم 25 يناير المصلوب ، والأكيد أن الواقع مرير والسياسة دائما ما
تنزل بالآمال لأرض الواقع ، فمصر بعد العقود العجاف لم يعد فيها مؤسسة متماسكة إلا
القوات المسلحة و لن ينجح أي نظام حكم في الصمود شهرا واحدا في ظل تلك الظروف إلا إذا كانت تلك
المؤسسة داعمة له شئنا أم أبينا ، كان ذلك طموحنا أم لا .
في الوقت نفسه
على الحكام أن يدركوا أن الإنفجار القادم لو حصل سيغرقنا جميعا ولن ينجوا منه أحد
.
حالات الكراهية
بين أبناء البلد الواحد وبين أبناء الأمة والواحدة وتكرار حوادث المصريين في بلادنا
العربية هي نتيجة فكر صهيوني وإعلام متصهين يقتلنا ويمزقنا بأيدينا ، ولإخواننا العرب
نقول نحن منكم وأنتم منا ومصيرنا واحد ولا نمتاز عليكم ولا نقل عنكم ، ونحترم قوانينكم
وأوطانكم ، فكل مجرم مهما كان وفي أي مكان يعاقب وفق القانون واحذروا من المخطط الخبيث
بتدميرنا .
نعارض الفساد ونعترض
على التقصير ونقاطع الإنتخابات ونرفض إنحراف السلطة عن العيش والحرية والعدالة الإجتماعية
ونرفض اللصوص ووجوه الإفساد السياسي فهذا واجبنا ، لكننا لا نعارض أوطاننا ولا نشمت
بكوارثنا ولا نتحالف مع أعدائنا على خصومنا السياسيين ، ويوم أن يتم الإعتداء على بلادنا
سنصبح كلنا جيشنا .
أخيرا البعض يستسلم
أنها مؤامرة كونية ولا سبيل للنجاة وقدر الله نافذ في سلبية تواكلية لا علاقة لها بالله
ولا الدين ولهؤلاء أقول اعطوا ما تستطيعون وإن لم تحققوا نتائج فعذرا إلى ربكم ولا
يضركم من ضل إذا إهتديتم .
ربنا هيء لنا من
أمرنا رشدا واحفظ بلادنا بنا ولنا وبحولك وقوتك .
ليست هناك تعليقات: