4/12/2014
الحرية لأمتي ، الحرية لمروان البرغوثي
منذ السبت الماضي وقلمي قد كسر سنه ويستعصي
علي ويهجرني ولست أدري كيف أسترضيه فقد طال هجره؟
البعض يكتب قلمه ومداده المال، والبعض الآخر
يطلب التمجد والرضى ممن يملكون النفوذ، والبعض يكتب ما يملى عليه، والبعض يكتب يطلب المجد
ومداد أقلامهم الحرية، وثرى أوطانهم مخضب بدماء الشهداء، وهؤلاء هم من أتمنى اللحاق بركابهم
.
مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح وأحد أهم
إن لم يكن الأهم في مسيرة النضال العربي الفلسطيني انضم لفتح وبدأ في طلب المجد وهو
بن الخامسة عشرة من عمره وتم إعتقاله من قبل الإحتلال الصهيوني وهو بن الثامنة عشرة وكانت الإنتفاضة الأولى 1987 ليبرز البرغوثي
كأحد أبرز قيادتها ويتم نفيه للأردن ليعود للضفة عام 1994بعد أوسلو.
كان موعد مروان مع إنتفاضة الأقصى ليكون أبرز
قادتها وتم إستهدافه بصاروخ إسرائيلي نجا منه وتم إعتقاله في عام 2002 من قبل الإحتلال
وحكم عليه بخمس مؤبدات وأربعون عاما
فرد المناضل على المحكمة:
"إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني
ترتكبون جريمة حرب تماما مثل طياري الجيش الإسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين
الفلسطينيين تماشيا مع قرارات الاحتلال".
وأضاف البرغوثي
" إذا كان ثمن حرية
شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".
وقال عنه ارييل شارون، «يؤسفني إلقاء القبض
عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة»
مروان البرغوثي حالة خاصة مناضل آمن بالنضال
المسلح لإستعادة الأرض ورفض عشوائية العمليات واستهداف المدنيين، ولعب من أسره دورا
مهما في محاولة المصالحة ولم الشمل الفلسطيني وهو القائل مقولته الذهبية : الوحدة الوطنية
قانون النتصار.
بعيدا عن شخص مروان البرغوثي وتاريخه النضالي
فهو نموذج لحالة زعامة حقيقية فلم ينسى يوما كغيره أنه مناضل باسم شعب أسير وأرض محتلة
وقضيته الأولى تحرير الأرض وليست سلطة ولا نزاعات حول سيطرة ، فالبرغوثي لم يهادن ولم
يتنازل لا سرا ولا علانية ولم يقايض على القضية ولذا كان شوكة في حلق الإحتلال
قيود مروان البرغوثي من وجهة نظري ليست
تلك السلسلة الحديدية التي تكبل يده وتعجز عن تكبيل ابتسامته وايمانه بعدالة قضيته
ولكنها قيود العجز والإستعمار الفكري والثقافي والإعلامي والإقتصادي التي ضربت أكباد
أمتنا فصرنا عبيد الأسر ، وأخطر ما في الأسر أننا نخضع لرغبات المستعمر فندمر أنفسنا
بأنفسنا ونقتل أنفسنا بأيدينا فيصبح البعض منا خنجر في يد المستعمر بقصد أو بدون ولكنه
الواقع المرير، تطور الإستعمار وغير من أدواته
وإستخدم العلوم والتكنولوجيا وبسط نفوذه حتى صار بعضنا أدوات له حتى وإن لم تدرك ذلك
ووسط كل ذلك يقف مروان البرغوثي بابتسامته
وتحديه لكل القيود ليقول أن الحرية قادمة وأنه وحريته فداء لوطنه وشعبه فإستحق زعامة
حقيقية لم تشترى بمال ولا نفوذ ولا علاقات بل بمواقف وتضحيات ورجولة وتحدي، وسأظل
أهتف الحرية لأمتي ، الحرية لمروان البرغوثي، عسى أن يرضى قلمي فيعاود التدفق معانقا
وريقاتي
ليست هناك تعليقات: