إنها مصر الكنانة ...
تلك الصبية الأبية البهية العصية ...تمرض
لكن لا تموت ولن تموت ..
تغازلها الهموم وتنال منها أشواك السفود وتنزف فى كل حين ظنا بائسا من خسيس أن تموت
ولكن الحقيقة أن دمائها تفيض وتفيض وتستعصى على النضوب فهي نبع من نيلها ونبض من كل قلب تسكن فيه حتى اليوم الموعود .
هي مصر محط أنظار الذئاب من كل جنس ومقبرة
المعتدين فى كل عصر ..
شامخة على مر السنون يفيض نيلها وإن صار
يوما يفيض الهموم ولكنه يغسل المآسي ويقهر الظنون وإن تعكر ماؤه لحظات فإصراره يبقيه عذبا فرات شريانه فى دجلة ووريده فى الفرات ...
نقطة ضعفها بعض من بنيها شربوا من نهودها
ولكنهم أدمنوا العقوق ...
مصر التي حضنها الدافىء كان مرفأ لكل سفن
العابرين وكانت أما لكل يتيم وأمنا لكل خائف وملاذ للقاصدين ..
مصر التي لما تمكن يوسف الصديق وأقام العدل
صارت سنبلة ذهبية بالخير تفيض على أهلها وأجوارها والعالمين ...
مصر التي حمت الحمى فخرج الخليل وسارة منها
سالمين وحملا عطرا وشذى صارت جدة للعرب أجمعين ..هاجر المصرية الطيبة المنبت صارت شجرة إمتدت من رباط الأطلسي حتى بغداد الجريحة ....وكلنا منها فروع ..
مصر التي شرب الكليم من نيلها وأعلن التوحيد
فخر كل ساحر ساجدا مسلما لرب العالمين ...
مصر التي بارك الروح أرضها وشرفت بالبتول
والحواريين
مصر التي لما جاءها كتاب محمد بالسلام والإسلام
طوعا لرب العالمين
ردت بمارية أم إبراهيم مهجة قلب النبى الرحمة المهداة للعالمين وبدلدل ويعفور كان
الرد الكريم
مصر التي خلد ربى ذكرها فى العالمين ..قراءنا
يتلى خلودا إلى يوم الدين
مصر وصية النبى بأهلها وبجندها وبنيلها
العذب الشاهد الأزل على التاريخ وخطوب السنين ..
مصر التي حمت بغداد مهد الرشيد ودمشق الأبية
بعد غدر التتر المجرمين فكانت حصن أمتها وحضن أهلها المحبين ..
مصر التي إحتضنت صلاح الكرد فكانت عزا للمسلمين وقالت كلمتها عرب وكرد كلنا أمة للحق تابعين
مصر التى توحد هلالها وصليبها على منبر أزهرها المزهر عبر كل جيل فأعلنت جوهر الإسلام عقيدة حرة أساسها من شاء ومن شاء ...
وقيمها وحضارتها حفظ للناس أجمعين ...
مصر التى مازالت صامدة رغم الجراح تبكى إخوتها الضائعين وتحاول لملمة جراحها لتفتح حضنها من جديد وتكون الحصن والحضن لكل القاصدين ...
فيارب الكون إحفظ الكنانة من لئم اللئام وغدر الماكرين وإجمع قلوب بنيها بعد فرقة أدمت قلبها الجريح ...
فيا الله إكف مصر بكفايتك وإحفظها بحفظك ودبر لها فقد عجزنا عن التدبير
ليست هناك تعليقات: