مساحة إعلانية

جغرافيا الروح في 48 خريفًا - 11 - الآباء الأطفال

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 14, 2025


 

جغرافيا الروح في 48 خريفًا 🌿 | - 11 - الآباء الأطفال


👶 معظم الآباء يدخلون دور الأبوة والأمومة وهم ما زالوا في رحلة البحث عن ذواتهم.
لم يكتمل نضجهم بعد، بالكاد يربّون أنفسهم، وفي الوقت نفسه يُطلب منهم أن يربّوا أطفالًا، أن يعرّفوهم بذواتهم بينما هم لم يكتشفوا ذواتهم بعد.
كيف يمكن لمن لم يفهم نفسه أن يساعد غيره على الفهم؟ 🤔---

متى تأتي الحكمة؟ 🕰️

الحكمة لا تولد مع الإنجاب، بل مع التجربة والوقت.
في العقد الخامس، يبدأ الإنسان في التقاط المعنى:
يصبح أكثر صبرًا.
أكثر تفهمًا.
أعمق حبًا.
وهنا يدرك أنه كان "طفلًا" حتى الأربعين، وأن الخمسين هو العمر الأنسب للتربية الواعية.
كم تمنيتُ – وأنا في العقد الخامس – لو عاد أولادي أطفالًا لأربيهم من جديد بنسخة أكثر نضجًا مني 🌱.
---



الجنس ليس كافيًا 💫

الجنس هو بهجة الإنسان الأولى، لغته الأقدم مع الحياة.
لكن الإنجاب لا يعني القدرة على التربية.
التربية تحتاج حكمة، قلبًا واسعًا، وصبرًا طويلًا.
وهذا ما كان يدركه المجتمع القديم حين أوكل التربية غالبًا إلى الأجداد 👵👴.
الأجداد يحملون الحكمة، ينقلون القيم، يزرعون في الأطفال المعنى الأعمق.
---



الحقيقة الموروثة والحقيقة المكتشفة 🔍

مارك توين لامس الحقيقة حين قال:
"عندما كان عمري 19 عامًا، كان أبي لا يعرف شيئًا. وعندما بلغت 35 عامًا، اندهشت من حجم المعرفة التي اكتسبها."
الشباب ليسوا في مرحلة تعليم الحقيقة، بل في مرحلة البحث عنها.
ومن لم يجد حقيقته، يكرر حقائق الآخرين: الدين، المجتمع، التقاليد.
هكذا نورث أبناءنا ما ورثناه، لا ما اكتشفناه.
لكن في منتصف العمر، ندرك أن الحقيقة ليست ثابتة.
الحقيقة مثل الحياة 🌊: متغيرة، متنامية، متطورة.
---



الشيخوخة ودور التربية 👴❤️👧

في ثقافات كثيرة، كان كبار السن هم المربون الحقيقيون.
هم من يعرفون معنى النزاهة،زالكرامة، الولاء، الصداقة، الحب. 
اليوم، حين غاب دور الأجداد، تُركت التربية لآباء لم يكتملوا بعد. فكانت النتيجة فراغًا روحيًا يتوارثه الجميع.
---



الأبوة رحلة لا حدث ✨

الأبوة ليست شهادة ميلاد، بل رحلة وجودية.
ليست تلقينًا، بل مرافقة الطفل لاكتشاف حقيقته الخاصة.
لقد عشنا عقودًا نمارس الجنس بلا بهجة، وننجب بلا حكمة، ونورث أبناءنا إجابات الآخرين.
واليوم ندرك أننا كنا أطفالًا في ثوب آباء.
وربما، الحكمة الكبرى التي نتعلمها متأخرًا:
أن الأبوة ليست أن تمنح أبناءك حقيقتك، بل أن تسير معهم في الطريق حتى يجدوا حقيقتهم هم 🌿.
---
الخلاصة 🌟
👈 الأبوة تحتاج نضجًا أكثر من خصوبة.
👈 التربية تحتاج حكمة أكثر من أوامر.
👈 الحقيقة ليست ثابتة، بل رحلة مستمرة.
👈 الأجداد كانوا الجسر المفقود بين الحكمة والأبناء.

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام