مساحة إعلانية

النرجسية والإبداع على صفحات النيل والفرات

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 14, 2023

 




شكرا مجلة النيل والفرات ..الشاعر ناجي عبدالمنعم .. الأديبة د. أماني إبراهيم وفريق المجلة 

النرجسية والإبداع

 تعود تسمية النرجسية إلى الأساطير الإغريقية وخرافات الآلهة، إذ كان نرجس أو نرسيس صيادا شديد الوسامة والجمال من نسل الآلهة، كما كان مغرورا لدرجة أنه كان يتكبر على كل من يحبه . لاحظت الإلهة نمسيس غروره وكبريائه، فقررت أن تعاقبه بأن أخذته إلى بحيرة حيث رأى انعكاس صورته على صفحة الماء، فوقع على الفور في حب نفسه. 
وقد وصل إعجابه بصورته إلى أنه عجز عن ترك البحيرة وبقي يحدق في صورته إلى أن مات.

ما بين حب الأنا الزائفة (الإيجو) وحب وتقدير الذات الحقيقية يكمن السر .
فحب الذات ضرورة للإبداع وأن يكون تقدير الذات داخليا وليس بحاجة للآخرين للشعور بالقيمة، أما تطور الأمر إلى حب الذات الزائفة والطواف حول الأنا بما فيه من أنانية واستغلال وشعور عظمة زائف وعدم تقبل النقد فهنا مقتل المبدع وليس تميزه. 

غالبا ما يتم الربط بين النرجسية والإبداع فحسب عالم النفس الأميركي روبرت راسكين، في دراسته العلاقة بين النرجسية والإبداع، فإن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم مبدعين أو لديهم مواهب فنية فذة تسيطر عليهم عادة سمات الشخصية النرجسية، ولكن السؤال لأي درجة تسيطر هذه السمات؟! 

أورد المؤرخ الفني آيان جيبسون في كتابه سيرة سلفادور دالي الذاتية أن السريالي الشهير كان نرجسيا إلى درجة مُخزية. 

أما مارينا بيكاسو، إحدى حفيدات  بيكاسو تقول :كان بيكاسو لا يتورع عن فعل أي شيء يشعره بالسعادة والراحة مهما كان ذاك الشيء مؤذيًا لأقرب الأقربين له.

تشير الأبحاث إلى أن النرجسية قد تؤثر على الإبداع بطرق مختلفة. 
فعلى سبيل المثال، يمكن للنرجسيين أن يكونوا مبدعين في مجالات مثل الفن والأدب والموسيقى، حيث يمكن للشخصية النرجسية أن تدفع الفرد للتعبير عن نفسه بشكل فريد ومبتكر.
ومع ذلك، فإن النرجسية قد تؤثر سلباً على الإبداع في بعض الحالات، حيث يمكن للشخصية النرجسية أن تتسبب في تقليل قدرة الفرد على العمل مع الآخرين وتعاونه معهم، مما يقلل من الإبداع الجماعي ويحد من التفاعل الإيجابي في المجموعات الإبداعية.

يقول محمد السيد وهو مختص نفسي : خلال عملي لعشر سنوات في المجال النفسي لم يزرني فيها نرجسي، ليس النرجسيون من يأتون إلى العيادة بل ضحاياهم!

جملة كاشفة فهل النرجسي مجرم أم مبدع!
وهل الإبداع في منح السعادة للمجتمع عبر القيم السامية أم حلة مزخرفة لترضي شهوة العظمة عند المبدع؟ 
لترويض الأنا والحد من سطوتها ينبغي التركيز العطاء بدلًا من الأخذ والابتعاد عن الانتقاد والسخرية من الآخرين  والحفاظ على الطاقة الحقيقية ومراقبة أفعالنا ومراقبة الذات وبتفعيل هذه المراقبة يمكن أن نتخلص من سطوة الإيجو.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام