الحالة الثقافية أشبه بحالة الجنيه، وتعاني نفس معاناته من الكثرة بلا معنى، وضعف القيمة، تعويم وتسطيح، حالة كرنفالية تفتقد العمق في ظل سجون المحظورات السياسية والدينية والاجتماعية!
بين الواقع والمأمول
تحويل الحالة الثقافية من معركة فكرية ما ببن الواقع والمأمول، وما بين الأفكار المتصارعة لتتولد أفكار جديدة، وبروز أفكار صادمة تؤدي لاشتعال حراك فكري، تحويل ذلك لحالة كرنفالية احتفالية في مساحة محددة من الموضوعات، والشخصيات اللامعة كرويا مع احترام مهارة الأقدام، وتمثيليا وإيقاعيا مع احترام مهارات التعبير الجسدي، هل هو مظهر تطور ثقافي واهتمام الجيل الجديد بالحقل الفكري، أم هي محاولات بائسة لسد غياب حالة ثقافية جادة وحقيقية تتعامل مع معضلات الواقع وتطرح أفق للحلول؟!رص الحروف مهما كان جميلا ومهما تمتع صاحبه بمهارة في نسج فن من الفنون دون رسالة مشغولة بمرارة الواقع توصيفا وطرحا لأفق من الحلول هي حالة الهائية تعمق الانحدار.
فكر خائف
في ظل الخوف والمحرمات وتهم الازدراء وتصنيم الأشخاص والأفكار والخطوط الحمر الخانقة لا يمكن أن تولد حالة ثقافية حقيقية.لا يمكن في جو من الخوف بل الرعب من أي طرح جدي أو جديد أن يكون هناك إبداع.
أي إبداع يمكنه أن يزهر في ظل سيوف مشهرة من شيخ وكاهن وسياسي وأفراد لا يمكنها التسامح مع أنفسها!
قائمة المسموحات أبسط ما يقال عنها إنها تافهة، فقماشة التفاهة أو التكرار أو السرقات هي قماشة السوق، أما الموضوعات النقدية والأطروحات الجدية التي تتناول الواقع عبارة عن ألغام في ظل مجتمع هو أخطر على المفكر من السلطة، وفي ظل مفكر مهموم بلقمة العيش ويخشى حتى الهمس، وفي ظل عداء وحرب في رزقه وحياته لمجرد أن يفكر، فيعيش سجون الكبت أحيانا، ويهرب من السجان إلى الرمز، أو إلى الرومانسية الحالمة في أحيان أخرى.
قتل الأسئلة العاقلة والمشروعة باسم الله أو الوطن أو الكهانة هو قتلا للمجتمع بأن يظل حبيسا في سجونه.
حرية الفكر
لم يكن الفكر يوما ولم تكن العلوم الإنسانية رفاهية، بل هي مرتبطة ارتباطا وثيقا بلقمة العيش، وما بدأت أوربا نهضتها ورغد عيشها إلا بالإصلاح الذي قاده فلاسفة ومفكرون أجبروا الكنيسة على الانسحاب، والساسة على الانفتاح وذلك بتنوير القاعدة.
إن حرية الفكر وطرح الأسئلة وإصلاح ديني حقيقي قائم على نقد التراث، وحرية حقيقية للإبداع في ظل قانون يحمي وينظم، لا يرعب أو يمنع هي المدخل الحقيقي للخروج من عنق الزجاجة، هذا العنق الذي بات قدرا يجب كسره لنتحرر من سجنه.
إن حرية الفكر وطرح الأسئلة وإصلاح ديني حقيقي قائم على نقد التراث، وحرية حقيقية للإبداع في ظل قانون يحمي وينظم، لا يرعب أو يمنع هي المدخل الحقيقي للخروج من عنق الزجاجة، هذا العنق الذي بات قدرا يجب كسره لنتحرر من سجنه.
كانت لي محاولات خجولة في السياسة والإعلام والفكر عمقت الغربة، ووضعت شرطا قاسيا للانطلاق وهو التخلي عن الذات، والأنا الفردية الحقيقية لصالح الأنا الاجتماعية التي تفكر وتكتب وتقول ما يضمن قبولا مجتمعيا، حتى لو أرادت تمايزا للأنا الفردية، فالمسموح هو ظهور الأنا المزيفة التي تقدم استفزازا بلا مضمون وخروج عن المألوف بهدف الترند.
إلا الدين
ردت ريمي المتسلفة وقالت أتفق إلا فيما يخص الدين والثوابت والرموز الدينية.ولريمي التي فرغت كلامي من معناه أسأل...
هل توجد قائمة بأسماء رجال الدين المعتبرين الذين يحق لهم الاجتهاد والحديث في الدين؟
من أتبع؟
هل يوجد دليل أن أخذي الدين عن رجل من رجالاته يتحمل هو المسؤولية وأضمن أنا النجاة... حطها فرقبة عالم واطلع منها سالم!
إن كان يا ريمي هاتي برهانك وأنا أتبعك وأتبع من يملك الحقيقة وأستريح.
ليست هناك تعليقات: