مساحة إعلانية

دولة الجنس والشفاة والعيون من روائع نزار قباني

عاطف عبدالعزيز عتمان يونيو 09, 2021

  


دولة الجنس والشفاة والعيون من روائع نزار قباني
دولة الجنس والشفاة والعيون  Nizar Qabbani
زاولت ألف مهنة ومهنة
في زمن الشباب .
أسست جمهورية للعشق
لا تغرب عنها الشمس
فيها النخل ، والرمان ، والأعناب
وكان عندي دولة كبرى
من الشفاه ، والعيون ، والأهداب
عملت خزافاً  ورساماً ونحاتاً
وأستاذاً لفن الحب ..
حتى صار لي جيش من الأتباع والطلاب .
لكنني .. رغم اتساع سلطتي .
ورغم كل شهرتي .
ورغم مجد الأعين السوداء والخضراء
أشعر أني رجل يكتب فوق الماء ...
من نصف قرن .. وأنا
أطرز الشعر على قميص شهرزاد .
وأفرش السجاد في موكبها
وأزرع الأشجار .
وأحمل الشاي إلى سريرها
وأحمل الأزهار .
من نصف قرن ،وأنا
أحرض النهد على تاريخه ..
وأهدم الأسوار .
من نصف قرن ، وأنا أقنعها
أن تكسر السيف الذي ينام في جوارها
ولا تعود مرة أخرى إلى فراش شهريار !!..
سيدتي :
سيدة الكل التي يطلع من ضحكتها النهار .
من نصف قرن ، وأنا أقاوم التتار .
بالشعر ، أو بالنثر ،
أو بالحب ، أو باللون ،
أو بالغزل الجميل ، أو بالطين والفخار .
بدمعة تسيل من أصابع الغيتار .
فلا تشكي أبداً بقدرة القصيده
فربما ينتصر الشعر
على جحافل التتار ..
كتبت تاريخ الجميلات على جبيني
من يوم كانت أمنا حواء .
كتبت عن فاطمة .
كتبت عن عائشة .
كتبت عن راوية .
كتبت عن هدباء .
فعندما أدخل أي مجلس
يقال : هذا صانع النساء
فيا لها من تهمة جميلة
أن يصبح الإنسان من عائلة الظباء .
أيتها القصيدة المائيه .
يا زغب الحمام في دفاتري
يا وردتي الجوريه .
لا تشعري بعقدة الذنب معي


مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام