دولة الجنس والشفاة والعيون من روائع نزار قباني
زاولت ألف مهنة ومهنة
في زمن الشباب .
أسست جمهورية للعشق
لا تغرب عنها الشمس
فيها النخل ، والرمان ، والأعناب
وكان عندي دولة كبرى
من الشفاه ، والعيون ، والأهداب
عملت خزافاً ورساماً ونحاتاً
وأستاذاً لفن الحب ..
حتى صار لي جيش من الأتباع والطلاب .
لكنني .. رغم اتساع سلطتي .
ورغم كل شهرتي .
ورغم مجد الأعين السوداء والخضراء
أشعر أني رجل يكتب فوق الماء ...
من نصف قرن .. وأنا
أطرز الشعر على قميص شهرزاد .
وأفرش السجاد في موكبها
وأزرع الأشجار .
وأحمل الشاي إلى سريرها
وأحمل الأزهار .
من نصف قرن ،وأنا
أحرض النهد على تاريخه ..
وأهدم الأسوار .
من نصف قرن ، وأنا أقنعها
أن تكسر السيف الذي ينام في جوارها
ولا تعود مرة أخرى إلى فراش شهريار !!..
سيدتي :
سيدة الكل التي يطلع من ضحكتها النهار .
من نصف قرن ، وأنا أقاوم التتار .
بالشعر ، أو بالنثر ،
أو بالحب ، أو باللون ،
أو بالغزل الجميل ، أو بالطين والفخار .
بدمعة تسيل من أصابع الغيتار .
فلا تشكي أبداً بقدرة القصيده
فربما ينتصر الشعر
على جحافل التتار ..
كتبت تاريخ الجميلات على جبيني
من يوم كانت أمنا حواء .
كتبت عن فاطمة .
كتبت عن عائشة .
كتبت عن راوية .
كتبت عن هدباء .
فعندما أدخل أي مجلس
يقال : هذا صانع النساء
فيا لها من تهمة جميلة
أن يصبح الإنسان من عائلة الظباء .
أيتها القصيدة المائيه .
يا زغب الحمام في دفاتري
يا وردتي الجوريه .
لا تشعري بعقدة الذنب معي
ليست هناك تعليقات: