من وحي مكالمة ناقدة أسعدتني
من
كتر تقبلك للآخر أخشى أن تكون أصبحت آخر!
جملة
مهمة ثتير الماء الراكد في اتصال كريم أسعدني ..
الآخر
ليس فقط أهل العرق المختلف أو الدين أو المذهب المخالف، فهذه نظرة ضيقة فكل من ليس
بأنا فهو آخر.
أما
تحول الأنا لآخر فهو لب الصراع الذي أحاول الدعوة لإدارته لتجنب الصراع.
وأكرر
قبول الآخر وحقه في كونه آخر لا يعني قبول ما هو عليه مما هو محل اختلاف.
تقبل
الاختلاف لا ينفي التمايز في محل الاختلاف ولا يعني ميوعة.
الانشغال
بنقد الذات عن نقد الآخر منطقي فقضيتي الأولى والأهم مع الآخر سلوكه الذي أتأثر به
أما القضايا مع ذاتي متنوعة ومتعددة وأولوية بالنسبة لي .
أنت لسه مؤهل لأن تخوض فيما تخوض فيه فهناك مفسرين وفقهاء وكبراء وما تم الإجماع عليه!
أما عن أهلية المتكلم من عدمها
ومقياس الأهلية وجدليته وتعريف العلم وحدوده فتلك قضية متشعبة دعينا نتجاوز
الأشخاص فيها لنقيم الطرح بعد تجاوز شخص صاحبه؛ فهل يمتلك الطرح وجاهة وحجج منطقية
تستحق النقاش والاختلاف حولها والاتفاق أم هو طرح تافه مهلهل لا يستحق الوقوف
عنده؟
إن كان الأول فأهلا بتصويب ما فيه من
خلل والبناء عليه وتجويده أما لو الثاني فتجاهله يقتله في مهده.
أما الفقهاء والمفسرين فهم على العين
والرأس لأشخاصهم محبة ولإنتاجهم إحترام دون تقديس وهو قبلة للتعلم والتلقي الناقد.
أما عن الكبراء ألم تتأملي تخاصم أهل
النار بطاعتهم الكبراء طاعة أشخاص لا استماع القول فاتباع أحسنه!
ويظل السؤال والبحث عن الجواب حق بل
واجب على كل عاقل.
أما وهم الإجماع فأنت ذكرت نص الفرق
فعلام افترقوا؟
تمجد الآخر ( عقدي، مذهبي) وتنتقد الذات بما يوحي أن دين الآخر أو مذهبه أفضل.!وليس معقولا أن نكون جميعا على صواب!
هنا خلط بين شخص الآخر وسلوكه خاصة
الإنساني وبين فكر ومعتقد الآخر..
فالإنصاف قيمة إنسانية وإسلامية حسب
قناعاتي وفهمي، وإبراز الفكرة الإيجابية والسلوك الإنساني لدى الآخر مما يكسر حدة
العنصرية أو احتكار الإنسانية ويدفع للتقارب (بين الأشخاص) والتعارف والتعايش هدف
أصيل لدي لكن دون التفريط في ثوابتي ولا المداهنة فيما يخص مواطن الاختلاف.. فالبحث
عن المشتركات وأولها القيم الإنسانية لا ينفي وجود إختلاف..
أما تفضيل فكرة الآخر على فكرتي فهذا
درب من دروب الجنون وإلا لاتبعت ما أرى صوابه.
أما نقد الذات من أجل الوصول للحقائق
وفحص الثوابت الموروثة فهذا حقيقي لأن معرفة نفسي حق المعرفة تسبق تعريف الآخر بها.
أما قضية الحق والباطل فمن الطبيعي
أن ما أنا عليه هو الحق النسبي الذي وصلت إليه وبالتالي ما يخالف هذا الوصول باطل
بالنسبة لي، فيستحيل أن أجمع الشيء ونقيضه في نفس الوقت.
أنت هناك من يقرأ لك ويتأثر بك فتضل أناس أما أنا فلا يتأثر بي أحد فمحاسبة عن نفسي وأنت محاسب عن نفسك ومن يقبل منك.. أما أنا فأبحث وأميز وأختار!
أما إن كان لكلامي تأثير فالحمد لله
أن له قيمة، ولا ولم أطلب يوما إتباع ولم ولن أدعي الحقيقة المطلقة؛ فما أنا سوى
علامة إستفهام عاقلة وما أدعيه فهم بشري لا يلزم سوى نفسي وعلى المتلقي أن يسلك
سبيلك بقبول ما يراه صواب ورفض ما يراه إنحراف والسؤال حول ما يستشكل عليه فهو
مكلف بعقله لا بعقلي وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه.
لماذا ترفضين أن أنتهج منهجك فأبحث
وأسأل وأطرح فأقبل وأرفض؟!
أنا كل يوم آخر بالنسبة للأنا في يوم
سلف وغدا آخر بالنسبة للأنا اليوم في يوم قد يخلف.
دعوتي إدارة الاختلاف لأنه لن يزول،
دعوتي نقد للذات وتعارف وتعايش ومحبة، دعوتي استماع القول فاتباع أحسنه وأن أقول
للناس حسنى. دعوتي للعقل أن يتحرر والسؤال أن ينطلق ولصوت الفطرة أن يعلو.
إن كنت على صواب بنور أرى به فشكر
ذلك إنارة باستنارة ومعذرة لمن غاب عنه ما أرى وإن أخطأت فتوبة ذلك الرفق بمن
يخالفني فربما أصاب ومتى تبين لي الخلل عالجته.
مساء كريم وشكرا على المكالمة
الجميلة..
صلاة الإنسانية ثورة حالم في واحة
الأريام.
للحصول على كتاب صلاة الإنسانية
للحصول على كتاب صلاة الإنسانية
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: