مساحة إعلانية

سقوط الفنكوش ..من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 12, 2019



يسقط كل فنكوش بغض النظر عن لونه أو شخصه أو زمنه أومكانه 

هموم نقابية... 
سقوط الفنكوش ...المشهد الأول 

الأرض تصحرت والآبار تعرضت للخيانة، بقايا الزرع تصارع الفناء والخراف تشرب الظمأ من العطش وتلهث خلف السراب ممنية النفس بشربة ماء .
روائح الخراب تملأ الأفق ونعيق البوم يسيطر على المشهد.
السماسرة والنخاسون ومن خانوا الأمانة وردموا الآبار وأخفوا معالمها ليسرعوا بتصحر الأرض وهلاك الزرع لا يكلون ولا يملون، ويتصارعون فيما بينهم على نصيب كل منهم من الصحراء، وهم في غفلة أنهم كلما زاد نصيبهم كلما زادت آثامهم من بكاء الصغار.
السماسرة والنخاسون متعددي الأقنعة ليسيطر كل قناع على قطاع من الجماهير، فالدين خمر الشعوب التائهة سيد الحضور، أو بمعنى أدق تدين الذئاب الذي ينهش لحم الخراف باسم الله بعد الاستعاذة من الشيطان، والتذكير بثواب المظلوم الخانع الجبان، واستحمار العقل بمخاطبة العاطفة بالسراب
والتمثيل الدرامي له حظ ونصيب حتى من الفشلة أنصاف الممثلين الذين يعتمدون على ضعف وعي الجماهير نتيجة الجفاف، وهبوط الضغط وضعف الدورة الدموية العلوية، مما يؤدي لحالة من اللانوم واللايقظة.
أما تاجر السعادة مدرس الشعارات فيبيع المخدرات في حماية القانون، فصنفه لا يظهر بالتحاليل ولا يمكن ضبطه في كبسة أو كمين، وهو من أقبح النخاسين حيث يتاجر بالأمل والألم على حد سواء، ويبيع السراب ولا يسلم زجاجة منه لفم إلا بعد دفع الثمن النفيس
أما إن اجتمع تدين الذئاب مع قناع التمثيل في حانة تاجر السعادة متحالفين مع مخالب الإقطاعيين فويل ثم ويل ثم ويل للقطيع
السماسرة والنخاسون يسرون للبطانة والمحاسيب بأن المعركة محسومة وأن الرعاع هم من سيحاسبون على المشاريب، وأنهم لن يصلحوا الكون وعليهم تأمين أنفسهم ومصالحهم مع الجانب الكسبان، أما في العلن وأمام الميكروفون والجماهير العطاشى في سكرة من أثر الجفاء، فللخطاب أولويات وثوب جديد.


هموم نقابية .


لم يكن سقوط أحد أهم فناكيش المرحلة صادما لي للأن طرحه من يومه الأول أراه فنكوش في غياب الدكتور أيوب، ولن أنسب ذلك لله ولا لنور البصيرة فليس لدي دليل على ذلك بل أنسبه لعقلي التحليلي الناقد الذي يصيب ويخطىء، بل كانت صدمتي من انخداع قطاع عريض من أعلى الهرم العمري صاحب الخبرة لقاعدة الهرم العمري بفنكوش حتى لم يشرف عليه الدكتور أيوب، وبالتالي لم يخرج شيئ، ولا حتى مسكر بل ضراط لا تمر رائحته علي أنف سليمة.
ويكشف صراع الفيلة كثير من العورات، ولكن تقبيل الفيلة للحى بعد مرحلة التعرية كان المشهد الكاشف لحقيقة اللعبة القذرة.
سألتني ريم من أريامي مستنكرة، عجبا لكم معشر المظاليم ، تنادون بالتوحد والتنازل وتقديم المصلحة العامة فإن تم ذلك تصرخون وتنتقدون وتفعلون فعل العوام بجحا وابنه والحمار

ماذا تريدون ولما تناقضون أنفسكم بنظرية إما فيها وإما أخفيها؟

قلت رفقا يا ريمي المسكينة المخدوعة وانظري للأمر بعقل يسبق العاطفة وعمق يتجاوز السطحية، وهيا بنا نوضح الأمور ونحاول كشف المستور..
الحق أغنى عن سبل الباطل والحقيقة أولى من هذا وذاك، ففي مرحلة تكسير العظام وكشف زيف الأوهام تم الطعن المتبادل على الملأ بما يخل بالشرف ويجعل المطعون فيه غير أهل إن صحت الطعون، والعجيب أن أحدهم لم يلجأ إلى القانون.
إذا وفق نظرية الإحتمالات إما أن الخصمان مذنبان أو أحدهما ظالم والآخر مظلوم أو كانا يمارسان بلطجة وكذب وتزييف وهما لا يصلحان لا تحت ولا فوق.
ما كنا نطمح فيه أن يجتمع أهل الأفكار المتوافقة ويختاروا من بينهم الأصلح والأقدر على حمل تلك الأفكار من أكفاء أمناء في مشهد نهاري تحت ضوء الشمس بآليات واضحة يشارك فيها أهل الفكرة ، أما أن يلتقى الفيلة بعد الصراع في الغرف المغلقة وفي جنح الظلام ليدبروا بليل ما لا نعلم، وتظل الحقيقة غائبة لا نعلم عنها شيئا ، ويتحول دورنا للتصفيق في السباب وعند العناق فهذا هو المرفوض.
وأن نلعب بلغة الدين بعد ما كان من أدعياء الدين، وننسب أنفسنا وأفعالنا لله بلا بينة ولا دليل بدلا من مخاطبة العقل الذي يهتم بظاهر المواقف والأقوال ولا دخل له بالنوايا والأسرار فهذه محنة.
مشهد عبثي ما يدبر بليل فيه غير ما يعلن بالنهار ، ويبدو أنه لا حل في ظل سخونة الشعارات إلا إسراطين .

واحة الأريام د.عاطف عبدالعزيز عتمان 

مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام