اعتنق الشاب سليم البزمار الديانات الإسلاميَّة والمسيحيَّة والبوذيَّة في الوقت نفسه، كإجراء احترازيٍّ لتحقيق حسن الخاتمة وزيادة فرصه بالحصول على مكافأة لاعتناقه ديناً صحيحاً
______
حالة من السخرية كانت هي السائدة في تناول الخبر وربما تهم بحب الشهرة لا يمكنني نفيها أو إثباتها، ولكن حالة سليم البزمار أوقفتني أمام نفسي كثيرا وكان السؤال الأول هل بإمكان الإنسان الإيمان بأكثر من معتقد يناقض بعضه بعضا تقسيما بين الأيام؟
وماذا عن العقائد المختلفة داخل الدين الواحد؟
السؤال الأهم والأخطر هو الدافع المعلن الذي جعل سليم ينتهج هذا السلوك الذي أراه مرتبك!
هل يمكن أن أعيش عمر عبدالحسين الحلاج بطرس مارتن لوثر شمعون بوذا؟
هل سألت نفسك يوما أنك ربما راهنت رهانا خاسرا على دينك ومعتقدك؟
على حد معرفتي أن أهل الأديان يحتكر كل منهم النجاة لأتباعه وداخل الدين يحتكر أهل المذاهب النجاة لمن في حظيرتهم ومن سواهم من البشر هالكين، وهذا يعني أن النجاة مهما كانت الفرقة المحتكرة لها لن تكون إلا لقليل من الناس وأغلبهم هلكى!
كنت أحاور صديق فانتقد مني ما رأه تعصبا وأنه لولاه لآمنت بخلاصي في المسيح، فقلت له ألا يكفيني إيماني بطهارة العذراء وفضلها وحبي للسيد المسيح عليه السلام ولرسالته التي يغلب على ظني أنه حملها!
قال لا للأسف فلا نجاة إن لم تؤمن به وفق الأقانيم الثلاثة.
قلت له وان اجتهدت فأخطأت الوصول ولم يتبين لي حق أجحده؟!
قال أنت تتهم الله بعدم العدل والحكمة فلك عقل وأرسل الله ابنه الذي هو التجسيد الذي يناسب طبيعتك لتدركه وليقيم عليك الحجة.
قلت لكني أرفض التجسيد حتى عند أبناء ديني!
يا صديقي هذا المنطق هو لسان حال المناظرات بين أهل العقائد والأديان والمذاهب لكني لم أعاين هذا ولم يثبت لدي صدقه فلم أرى موسى ولا المسيح ولا محمد ولا من سبقهم عليهم جميعا الصلاة والسلام ولم أعاين معجزاتهم الحسية ولم أسمع منهم، وما نقل إلي عنهم أعمل فيه العقل وأعرضه على قلبي فأقبل ما تألفه فطرتي ويقر بصوابه عقلي، والله ربما وهبك من المواهب والذكاء ما حرمني منه وهو العادل سبحانه فلكل منا معيار في الحساب.
السؤال الملح والأخطر والأكثر غيابا عن غالب البشر مع أنه مصيري، هل أنا من أهل النجاة، ألا يمكن أن يكون رهاني خاسر؟
هل النجاة لفرقة واحدة وأين تلك الفرقة وأين الدليل القطعي الملزم بنجاتها؟
إذا عملت صالحا واخترت منهجا ومذهبا واعتقادا قبله عقلي وارتضته فطرتي هل يضمن ذلك لي النجاة أم يذهب عملي الصالح نتيجة خطأ غير متعمد في تصوري للإله والطريق التي يحب؟
ولدت وارثا لغة ودينا ومذهبا وبيئة شكلوا تفكيري وقناعاتي وبفرضية امتلاكي العقل الواعي والإمكانات اللغوية والتحرر الفكري لأطلع وأوازن بين بعض العقائد فلا يمكنني معرفة الكل ومن ثم الإختيار وما هو ضامن سلامة الإختيار؟
هل نتعامل بنظرية سليم اللامعقولة إيمانا بمجموعة عقائد لزيادة فرصة النجاة وماذا لو كانت النجاة في معتقد لم أبلغه؟
اقتنوا الآن كتاب «صلاة الإنسانية» للكاتب الدكتور عاطف عبد العزيزمن خلال خدمة التوصيل المتاحة في كل أنحاء الجمهورية، والدفع عند الاستلام، من هنا:https://goo.gl/rQqyL6
اقرأ على واحة الأريام
واحة الأريام عاطف عبدالعزيز عتمان
ليست هناك تعليقات: