مساحة إعلانية

وكيف يصلي هو وكيف تصلي هي ؟ من أريام أفكاري

عاطف عبدالعزيز عتمان فبراير 22, 2018

من أريام أفكاري د.عاطف عتمان 
سمعت ريم من أريامي بمشروع زواج سيدة مسيحية ولديها بنت من مسلم وسألتني وعلامات الدهشة والاستهجان تكسوها هل هذا ممكن! 

وكيف يصلي هو وكيف تصلي هي ومصير الأولاد وهيسموا إزاي؟ 
دي البركة تروح من البيت!
دائما ما أجنح لتوسيع زاوية الرؤية والقفز على التفاصيل التي تستنزف المجهود وتلهي عن جوهر الأمور ولتساؤل ريمي عمق سواء كان مقصودا أم أن تلك نظرتي للأمور، وما أحلي وأنجع أن يرى الإنسان بنفسه بدلا من أن تريه بعينك، فحمل الشمعة هو دليل الحيارى لمن أراد الوصول وللسؤال السالف محاور أبدأها بالمحور الإنساني وأسأل ما هو الفارق البيولوجي والفسيولوجي بين محمود وبطرس؟
هل يمكن أن تفرق ب DNA بينهما؟ 
هل منشأ محمود وجورج واحد أم أن لكل منهما واجد وأصل مختلف؟ 
لا يوجد عاقل يفرق بينهما فسيولوجيا ولا من حيث الأصل في الخلقة، إذا كلاهما من نفس النوع وبينهما صلة إنسانية مهما اختلفت العقائد أو الأفكار.

- إذا هذا الإنسان المكرم على وجه العموم بأنه خلق ونفخ فيه من روح الله وتحمل الأمانة بحريته وإرادته مكرم تكريم عام لجنسه وهنا يظهر أنه على المستوى الإنساني لا يوجد ما يمنع العلاقات والتواصل والمحبة الإنسانية بين أبناء هذا الجنس البشري بغض النظر عن التنوع والاختلافات. 

- أما عن البعد الفلسفي فنسأل........
هل يختلف محمود وجورج اختلاف نوعي في حظ النفس الطيني وشهواتها أو في الحظ من النور الأعلى الروحي الذي يجنح للخير ؟ 
ربما الإختلاف الكمي موجود حتى بين محمود وخالد وبين يوحنا وجورج ولكن جميعهم من جنس واحد مشتركين في نصيب يزيد أو ينقص من حظوظ النفس من خير وشر بمعنى أن للإنسان بصفة عامة بغض النظر عن الاختلافات حظ من البخل والأنانية والحقد وحظ من العطاء والحب و الإيثار والرحمة والتمايز يكون كمي في الفضائل والرذائل.
ثارت ريمي وقالت لا يعنيني هذا السرد ولست ضد التعايش على أن يبقى كل في صومعته ومع كل سردك لم تجب على أسئلتي! 
يا صديقتي صبرا فلقد أردت أن أخرج بسؤالك من ضيق الشخصنة وفرعية علاقة الزواج لإطار أوسع ومع ذلك لو أمهلتيني لتطرقت للمحور الأخير في الطرح وهو المنظور الديني وأبدأ بالسؤال عن دور الدين في حياة البشر السلبي منه والإيجابي؟
لا شك أن الدين هو أحد أهم العوامل المؤثرة في التاريخ الإنساني إن لم يكن أهمها على الإطلاق وظلت البشرية منذ التاريخ تعاني من الأثار الإيجابية والسلبية للدين على حياة البشر وعلاقاتهم، والمتتبع لحركة الأديان وخاصة السماوية منها يلاحظ أنها بدأت بنور ثوري على فترات تميزت بظلم وظلام وصراعات وبعد مرحلة من الحراك الثوري النوراني الذي قاده الأنبياء ومن تبعهم من الحواريين والأصحاب تشرق الأرض بنور سماوي يعيد الحق والعدل للموازين المختلة ولكن المتتبع أيضا يلاحظ أنه بمجرد موت النبي أو المخلص تنشط الثورات المضادة بأديان ضد الدين وتبدأ الاختلافات والصراعات السياسية والدونية والمصطبغة بصبغات دينية فضلا عن السجالات الفكرية والفلسفية والتأويلات في ظل غياب نور الوحي والنبي أو المخلص المرجع.

- أما عن سؤالك يا ريمي عن زواج أهل العقائد المختلفة وربما أسحبه على المذاهب والأفكار المختلفة فالأمر يحتاج لتفصيل، فكما أسلفت الإنسان مهما اختلفت أفكاره ومعتقداته هو إنسان بمشاعره وعواطفه وشهواته ويبقى التفاضل في الكم ولا شك أن فكر الإنسان وعقيدته هما حجر الزاوية في أقواله وأفعاله، من ناحية الأحكام كما يفصلها الفقهاء فجائز بين المسلم والكتابية ومحرم بين المسلمة وغير المسلم إلا البعض القليل الذي يرى ما يخالف ذلك وتلك قضية تحتاج نقاش خاص ومنفصل. 
إذا الحكم الشرعي جائز وعلته أن المسلم(المسلم الحقيقي) يحترم معتقد الآخر ويحرم عليه إكراهه كما أنه يجل من سبق من أنبياء ويحرم عليه الإساءة إليهم أو إنكار الإيمان بهم. 
المهم هنا تعجبك ونبرة التعالي وهنا محل النقاش، فلماذا أنت مسلمة؟ 
إن كان اختيارا بعد معرفة فلك أنحني وإن كان ميراثا فعلام التكبر والطرف الآخر أيضا وارث وربما لو تغيرت الظروف لتبادل كل منكما الميراث. 
هل تعلمي أن لها صلاة كما لك صلاة وعندها ضمير كما عندك ضمير وفيها من الخير والشر كما فيك. 
دعينا من قصة الزواج التي تطلب توافقا وجدانيا وفكريا وإجتماعيا ودعينا نخرج لرحابة الإنسانية والإخوة والصداقة والتعايش والمحبة، فأهلا بكل الطيبين المسالمين إخوة الإنسانية.
مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام