من أريام أفكاري د.عاطف عبدالعزيز عتمان
------
ماذا لو تم تقنين الدعارة والتعامل مع قضايا الجنس كالمجتمعات الأوربية؟
هنا لا أدعو لإباحة ولا أتخطى الدين ولا أدعو لإنشاء أوضاع جديدة بل للتعامل مع الواقع وأسأل عن نتائج تقنين وضع المرضى وكشف المستور حتى يتعافى المجتمع من إزدواجيته القاتلة وأقارن بين الضررين.
من المعلوم أن شعوبنا الأكثر انشغالا بالجنس واستهلاكا للمنشطات والمشاهدة للإباحيات والمنحازة لخطأ الذكور وفي نفس الوقت الأكثر إدعاءا للفضيلة والتمترس خلف مظاهر التدين مع أن الغيبة والنميمة ورمي المحصنات أوبئة منتشرة.
طلاق في أعلى معدلاته، جرائم وخيانات تملأ الأفق، إبتزاز بالعلاقات الخاصة يحول البقية الغير فاسدة لفسدة بالإكراه!
كيف تتعافى مجتمعاتنا من هذا الخلل القاتل؟
لم أنظر في المنشور السابق للإباحية ولم أدعو لتحليل ما حرم الله ولا ما تأنفه الفطرة السليمة بل دعوت لوضع كل خطأ في حجمه وأن نعترف بالمرض وأن لا نتحول أوصياء أو محتسبين على بعضنا البعض وأن لا نتعامل بازدواجية، بل نتطهر ونزكي الرقابة الذاتية ولا نتاجر بالفضيلة ولا نجعل خطيئة خاصة سيفا على رقبة من اقترفها لنفسده بها وربما يتحول لجاسوس أو مخبر تحت تأثير لعوب توقع به.
دعوت لمجابهة الواقع المر الذي نتصدر كل مخازيه بأقنعة لا تقل سوءا عما تخفي.
دعوت لنفيق للخطايا الأكبر التي تفسد أمما وتتاجر بآلامها وأمالها وتسرق قوتها وتغيب وعيها وتستعبد المخلوق الحر السيد لتمسخه.
ملعونة أقنعة الفضيلة الكاذبة، إن المجتمع الفاضل هو الذي يوافق سره علنه وينصر مظلومه ولو ضعيف ويطعم جائعه ولو فقير ويعيش فيه الإنسان سيدا حرا كريما.
ليست هناك تعليقات: