قلبي له كنيسة
كنت أتابع التعليقات على خبر مطالبة الأستاذ جمال أسعد للكنيسة بمحاكمة الأب مكاري يونان ويا هول ما قرأت من تعليقات هي أخطر من القنابل والرصاص وحالة من الحقد والكراهية والظلام تنذر بليل طويل ولن أنسخ أو أنقل التعليقات فهي سموم تجنبها أولى للسلامة، ويبدو أننا سندفع كثيرا نتيجة خطايا رجال الدين من كل الأطراف.
تعليقات عامة الناس تتجاوز مجاملات النخب وحساباتهم وتعبر عن مكنون النفس ولو بحدة وشراسة وتحتاج لدراسة واعية وعلاج فوري.
حاولت أن أرى تصريحات الأب مكاري بشيئ من الموضوعية فذهبت لإسبانيا بعد سقوط الأندلس فلم أجد مسلما ولا يهوديا فقد تم إبادة من لم يتنصر وذهبت للمراحل المختلفة في عمر الخلافات الإسلامية والتي وقع فيها مآسي لا ينكرها عاقل وجدت المسيحية واليهودية مازالت باقية وستظل بل تصدرت المشهد وساهمت في بناء الحضارة وخاصة في مراحل القوة، وبحثت عن الدول وتاريخها فلم أجد أي منها بدأ بالمسيحية أو الإسلام، فمصر كانت قبل اليهودية وقبل المسيحية وقبل الإسلام.
استوقفني خبر تنكر عسكريين ألمانيين في ثوب المهاجرين للقيام باغتيلات إرهابية ولصق التهمة بالمهاجرين وتأملت هذا الموقف طويلا وأدركت حجم المٱساة التي تعيشها الإنسانية وطبيعة الأيادي الخفية التي تعبث بالسلم الإنساني
واختراع فزاعة الإرهاب العربي والإسلامي لخلق المبرر لتدميرنا بعد صناعة التهمة وإلصاقها بنا ثم عقابنا عليها.
هذا لا ينفي وجود التطرف الديني في كل دين ومذهب وأننا للأسف حتى الآن لا نسير في الطريق السليم لتحجيمه بل نزيد من التربة الحاضنة له.
يا مسيحيي الشرق أوطانكم ملاذكم وقلوب إخوتكم كنائس لكم فلا تعطوا الفرصة للعابثين تزويرا للتاريخ وتشويها للحقائق وبثا للكراهية باسم رسول المحبة وهو منهم براء لقتل ما تبقى منا، فنحن أهل رحم واحدة ووطن واحد ومصير واحد وإن اختلفت العقائد والأفكار فأمر الحكم فيها مرده إلى الله.
يا أيها الأغبياء الساعين بالفتنة والمشتاقين للدماء ستتجرعون مرارتها وسيهرب مشعلوها لأسيادهم وستحصدون الشوك هنا وهناك.
_______
الصورة لغرفة من غرف محاكم التفتيش هدفها أن ندرك أن الجريمة تنسب لمرتكبها ولا تنسحب على عرقه أو دينه أو مذهبه وأن جرائم التاريخ الحقيقية أو المكذوبة لا ينبغي أن يدفع أبرياء اليوم ثمنها وأعلنها بوضوح لو ضاقت الأرض بأخي المسيحي سأجعل له من قلبي كنيسة يرفع فيه صليبه ويصلي وهذا لا يعني بحال من الأحوال ميوعة عقائدية ولا إقراره على ما يخالف معتقدي فهو أخي وكلانا مؤمن وكلانا كافر وما بين الإنسان والمعتقد يحدث الخلط فهل تعي القلوب؟
ليست هناك تعليقات: