أخطأت عندما تصورت يوما أنه ربما يكون هناك مستبد عادل يستغل قوته وسطوته واستبداده لصالح العدالة الاجتماعية، فلو سلمنا بصحة نيته لذلك إلا أن أدوات الاستبداد وهم أزرعه وأركان نفوذه لن يسمحوا بذلك لأنهم يعيشون على دماء الفقير وظلم والمظلوم، وهو يعيش على بطشهم.
لعبة الاستبداد تاريخية ومعلومة ومازلنا نبتلع طعم الإبتزاز بالأمن، ولا ينكر أهمية الأمن إلا جهول، إلا أن العقل والتجربة يقودان لاستحالة أن تنعم بالأمن الكلي في ظل الاستبداد، ربما يحميك المستبد وجلاوزته من صغار اللصوص ويجعلونهم فزاعة يستخدمونها وقت الحاجة، ولكن الأكيد أنك لن تنعم لا بالأمن ولا بالعدالة في أية خصومة مع النظام وجلاوزته وأزرعه الذين يأمنون المحاسبة والعقاب.
من حصاد المراجعة إدراكي أنني في التيه أغرق بدرجة أو بأخرى في أمة تائهه بلا هوية واضحة يتصارع فيها المحافظون وكثير من الإصلاحيين الذين يعبدون التدين الموروث والذي قادنا للانحطاط بعد أن فقد روح الدين يتصارعون مع المستغربين الذين لا جذور لهم فلا هم أدركوا حقيقة الحضارة الغربية لأنهم ليسوا غربيين، ولا تمتد جذورهم لأصولهم نافضين الغبار الذي كسى تلك الأصول، وأصبحنا مخمورين بأفيون الحداثة تارة وأفيون التدين المغشوش أخرى ولا مخرج إلا بمعرفة حقيقة وتعريف واضح للهوية والتوازن بين جناحي الحضارة بتأطير فلسفه جديدة قائمة على معرفة حقيقية بالأصول وجوهرها واللحاق بركب العلم الحديث
ليست هناك تعليقات: